كرر موفد الرئيس الروسي الى لبنان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس تأييد بلاده إعلان بعبدا الذي ينص على تحييد لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية. وقال رداً على الأسئلة عن مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية: «إننا نتباحث في هذه المسائل مع شركائنا وأصدقائنا اللبنانيين ومع ممثلي حزب الله»، لكنه اعتبر أن «من الأفضل أن يبحث هذا الموضوع بين الأحزاب اللبنانية». وقال: «من خلال اتصالاتنا معه (الحزب) بذلنا جهوداً من أجل تجنب التدخل في الشأن السوري»، معلنا أن بلاده ترفض استخدام أراضي الدول المجاورة التدخل في الشؤون الداخلية في سورية. والتقى بوغدانوف امس، في اليوم الثالث لزيارته بيروت، رئيس الحكومة المكلف تمام سلام ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة. وعلى صعيد تأليف الحكومة الجديدة واصل سلام لقاءاته بعيداً من الأضواء، لكن «لا نتائج ملموسة» وفق قول مصادره من جهود معالجة العقبات بعد اجتماعه أول من أمس مع الوزير علي حسن خليل. وعلمت «الحياة» أن اجتماعاً سيُعقد اليوم بين ممثلي قوى 8 آذار لعرض حصيلة الاتصالات التي جرت الأسبوع الفائت مع الرئيس المكلف. وإذ تمنى بوغدانوف أن يتمكن سلام من تأليف حكومته في سرعة، فإنه أشار الى أنه كلما طالت الأزمة في سورية تفاقمت الخلافات في الآراء في سورية وفي لبنان، في رده على سؤال عن تدخل «حزب الله» وتأثير الأزمة السورية في الداخل اللبناني. وعلمت «الحياة» أن الموفد الرئاسي الروسي أبلغ بعض من التقاهم أنه طرح على «حزب الله» موقف بلاده المتحفظ عن المشاركة في القتال في سورية وآثاره السلبية على الوضع اللبناني، من باب حرص موسكو على عدم تدخل الخارج في الأزمة السورية. إلا أن بوغدانوف لم يشر الى جواب «حزب الله». لكن الذين التقوه خرجوا بانطباع بأنه يميل الى الاعتقاد بأن قرار تورط الحزب ليس في يده. وناقش السنيورة وأعضاء كتلة «المستقبل» مع بوغدانوف موقف موسكو الداعم للنظام السوري، فأكد وقوف بلاده مع حرية الشعب السوري وقيام دولة مدنية وتداول السلطة. إلا أن أعضاء في الكتلة أجابوه بأن السلاح الذي يملكه النظام من روسيا دفع ثمنه الشعب السوري من أجل استخدامه لتحرير الجولان، وليس من أجل قصف المدن السورية والقرى والتجمعات السكنية بالراجمات وصواريخ «سكود» وغيرها. وطالب هؤلاء بأن تسعى روسيا الى التوافق في مجلس الأمن لوقف الحرب المدمرة في سورية عبر موقف الضغط على النظام. وأثار الموفد الروسي في المقابل تسليح أطراف خارجية للمعارضة، مشيراً الى مثل ليبيا، حين أوقفت القيادة الروسية إعطاء الزعيم الراحل معمر القذافي السلاح، لكن الدول الغربية سلّحت المعارضين... ولفت الى أن لا صيغة واضحة لدى الأميركيين والغربيين حول النظام البديل في حال تغيير نظام الأسد. وتحدث عن لقاءات القيادة الروسية مع المعارضة السورية وغضب الأسد من ذلك. وعرض مخاوف بلاده من أن سقوط الأسد قد يؤدي الى استمرار الاحتراب الداخلي «ولذلك ندعو الى الحوار لأنه وحده الذي يحدد البديل وقيام نظام جديد». وبرر استمرار إعطاء السلاح للنظام بوجود اتفاقات سابقة معه. وقالت مصادر «المستقبل» ل «الحياة» إن السنيورة طلب من بوغدانوف مساعدة بلاده في تثبيت حق لبنان في ال865 كيلومتراً مربعاً في البحر المتنازع عليها مع إسرائيل. وشرح له أن هذه المنطقة ضمتها إسرائيل الى المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها نتيجة خطأ حصل في ترسيم الحدود البحرية بين قبرص وإسرائيل بعد أن كان متفقاً أن يتم الترسيم في شكل ثلاثي عندما تسمح الظروف، فوعد بوغدانوف بدراسة الأمر. على صعيد آخر، رجحت مصادر «جبهة النضال الوطني» النيابية أمس ل «الحياة» أن يتأخر جواب رئيسها النائب وليد جنبلاط على اقتراح جديد قدمه إليه رئيس البرلمان نبيه بري في شأن مشروع قانون انتخاب مختلط، الى غد الاثنين نظراً الى استمرار فريق عمل بدراسة الاقتراح. وهو يقوم على الآتي: 1 – انتخاب 45 في المئة (أو 40 في المئة) من النواب على النظام النسبي في دوائر موسعة تقسم الى 9 محافظات، أو اعتماد عدد ال13 محافظة الذي نص عليه مشروع قانون الحكومة للانتخاب، مع جعل قضاءي الشوف وعاليه محافظة واحدة. 2 – انتخاب 55 في المئة من النواب على النظام الأكثري في 26 دائرة صغرى هي ال26 قضاء القائمة حالياً، لكن على أساس الصوت الواحد لمرشح واحد الذي كان اقترحه بعض الفرقاء، على أن يعتمد النظام الأكثري فقط دون النظام النسبي. وقالت الأوساط التي اطلعت على هذا الاقتراح إنه فكرة قدمها بري الى جنبلاط في لقائهما أول من أمس فطلب الأخير مهلة لدراسته لأنه لم يسبق أن سمع به، وأنه ليس مشروعاً متكاملاً بعد، لكنه يشبه خلط الزيت بالمياه وفيه صعوبة في التطبيق لأنه يفرض على الناخب أن يقترع وفق 3 مفاهيم، النسبي والأكثري والصوت الواحد لمرشح واحد، ما يعني أنه يجب تقسيم المرشحين في الدوائر الى من هم مرشحون على مفهومي النسبي والأكثري ثم على الاقتراع لمرشح واحد. وذكرت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي أنه ما زال يدرس هذه الفكرة.