وجّه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف رسائل في اتجاهات عدة خلال لقاءاته كبار المسؤولين اللبنانيين والقادة السياسيين، فنقل رسالة الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان من نظيره فلاديمير بوتين تؤكد «وجوب وقوف كل القوى السياسية خلف المساعي التي يقوم بها رئيس الجمهورية للحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار في لبنان وتدعم الحوار بين الفرقاء اللبنانيين وإعلان بعبدا المرتكز على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لا سيما منها سورية». وإذ كرر بوغدانوف الذي التقى ايضا رئيسَي البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي أقام له مأدبة غداء في حضور الوفد المرافق وقياديين من «حزب الله»، موقفَ بلاده من الأزمة السورية بأن «لا خيار آخر غير الخيار السياسي عن طريق الحوار» بين الحكومة والمعارضة، وفق بيان جنيف الذي حدد أسس التسوية السياسية السلمية»، دعا الى تعيين مفاوضين من الطرفين لبدء هذا الحوار. وقال بعد لقائه مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة إن بلاده تستعمل كل القنوات للاتصال بالسلطات السورية والمعارضة حول مصير المطرانين المخطوفين في سورية وإطلاقهما بأسرع وقت. وفيما أكد بوغدانوف أن بلاده ضد أي محاولات لفرض أجندة وحلول من الخارج على الساحة اللبنانية، قال بعد لقائه النائب رعد إن هناك آراء مختلفة من الجهات المختلفة. وأوضح رداً على سؤال عن مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية: «إننا نتعامل مع حزب الله ونحترم إرادة الشعب اللبناني ولا بد من أن نحترم الآراء التي تصدر من هذا الحزب الذي أثبت صدقيته». وأمل بوغدانوف بأن يتمكن اللبنانيون من إيجاد الحلول المناسبة المتعلقة بتشكيل الحكومة وقانون الانتخاب. ومساء التقى بوغدانوف مجدداً رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي أقام له حفلة استقبال في المختارة. ويلتقي المسؤول الروسي صباح اليوم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام، بعد أن كان التقى عصراً قائد الجيش العماد جان قهوجي. وكانت الاتصالات حول تأليف الحكومة تواصلت بعيداً من الأضواء، ونقل زوار سلام عنه أنه جرى إرساء المبادئ الأساسية للحكومة، وقالت مصادره إنه يفترض من بعدها البدء في بحث توزيع عدد الوزراء والحقائب. وعرض الرئيس بري مع جنبلاط الذي زاره أمس، الصعوبات التي تواجه تأليف الحكومة، والحاجة الملحة للتوافق على قانون جديد للانتخاب بعد فشل اللجنة النيابية المصغرة في التوصل الى قانون توافقي مختلط يدمج بين النظامين النسبي والأكثري، وبحث الجانبان في سبل تسهيل مهمة الرئيس سلام، وأكد جنبلاط ضرورة تشكيل الحكومة وأن تشمل التيارات السياسية المختلفة. وعلم أن بري أوفد عصراً معاونه السياسي وزير الصحة في الحكومة المستقيلة علي حسن خليل الى سلام للتداول معه في الصيغ التي يطرحها بعض فرقاء 8 آذار ولا سيما زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، لجهة احتفاظ الوزير جبران باسيل بحقيبة الطاقة واستثنائها مع حقيبة الاتصالات من المداورة، بالإضافة الى إصراره على حصول قوى 8 آذار على الثلث المعطّل، وعلم أن بري يسعى الى البحث في أفكار تذلل العقبات من أمام تأليف الحكومة، وأن سلام ينتظر قيامه بجهود من أجل حلحلة العقد وتدوير الزوايا حول المطالب المطروحة. وأعرب جنبلاط في كلمة ألقاها مساء عند استقباله بوغدانوف عن «تقديره لدعم روسيا الاتحادية سيادة لبنان والجيش اللبناني»، معتبراً أن «زيارة بوغدانوف هي مؤشر الى الصداقة اللبنانية الروسية». وقال: «نمر بأزمة قد تكون أخطر الأزمات وقد تهدد وحدة اللبنانيين نتيجة الحدث السوري، ونأمل من روسيا، بالتعاون مع دول مجلس الأمن، وضع حد لهذه الحرب المدمرة وإنقاذ الشعب السوري من تلك المأساة». ورأى ان «ذلك لا يتم إلا بتوحيد الرؤية بين روسيا وسائر دول مجلس الأمن والدول العربية والإقليمية المنخرطة بشكل أو بآخر في الأزمة السورية، انطلاقاً من المبادرة العربية الأولى وانطلاقاً من توحيد الرؤية». أما بوغدانوف فقال: «مستمرون في العلاقة مع عائلة جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي». وأكد أنه «لا بد من الحل السياسي والحوار في حل الأزمة السورية، ونحن مع استقلال لبنان وسورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين»، وشدد على أنه «لا يجوز أن نفرض على الشعب السوري الحلول الجاهزة من الخارج ويجب أن يحل هذا الشعب مشاكله بالحوار».