أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل لقائه نظيره الأميركي جون كيري في باريس أمس لبحث أزمة أوكرانيا، أن بلاده لن تذعن لمطالب الغرب في مقابل تخفيف العقوبات التي فرضت عليها بسبب الأزمة. وقال لأعضاء رابطة الأعمال الأوروبية في موسكو: «لن نناقش اي تدبير لإلغاء العقوبات، فمن فرضها يجب أن يلغيها». وزاد: «لا نعلم من الذي يخسر اكثر اقتصادياً روسيا أم الاتحاد الأوروبي، لكن إجمالي الأضرار من العقوبات يمكن أن يكلف دافع الضرائب الاوروبي 40 بليون يورو هذا السنة و50 بليون يورو العام المقبل». واستدرك أن «روسيا منفتحة على إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والذي لا بديل منطقياً له». وفيما كرر كيري حض موسكو على استخدام نفوذها للحد من التوتر في أوكرانيا، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيادة الأوكرانية بتنفيذ انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال المواجهات المسلحة شرق البلاد، والتي حصدت خمسة قتلى في مدينة ماريوبول أمس. وقال بوتين مخاطباً مجلس المجتمع المدني وحقوق الإنسان في موسكو: «أصبحنا شهوداً على ازدواجية معايير تقويم الجرائم التي ترتكب ضد المجتمع المدني في جنوباوكرانيا وشرقها، وعلى انتهاكات الحقوق الأساسية للانسان وبينها الحق في الحياة. الناس هنا يتعرضون لتعذيب وعقوبات عنيفة ومهينة، وتمييز ضدهم وقرارات غير قانونية». وفي زيارة ذات دلالة رمزية قوية، يسعى بوتين في بلغراد غداً الى ترسيخ نفوذ بلاده وحضورها في قلب أوروبا، علماً بأن صربيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي تحرص على مراعاة حليفها التقليدي الكبير وترفض تبني عقوبات بروكسيل على موسكو. في كييف، صادق البرلمان بغالبية 245 نائباً على تعيين ستيبان بولتوراك رابع وزير دفاع منذ انضمام شبه جزيرة القرم جنوب البلاد الى روسيا في آذار (مارس) الماضي، وانطلاق الحركة الانفصالية شرق البلاد في الشهر التالي. وتسلط إقالة فاليري غيليتي بعد ثلاثة اشهر فقط على توليه منصبه الضوء على الشعور بالخيبة في صفوف الجيش، خصوصاً مع استمرار النزاع مع الانفصاليين، وحصده حوالى 3400 قتيل. واعتبر بعض المحللين أن بولتوراك، القائد السابق للحرس الوطني الذي يضم كتائب المتطوعين، يمثل خياراً لا ينطوي على مجازفة سياسية للرئيس الاوكراني بيترو بوشينكو، ويمكن أن يساعد الأخير على تهدئة مشاعر الاستياء بين صفوف القوات المسلحة. ورجح محللون آخرون ترحيب موسكو بتعيين بولتوراك، لأنه سيعزز فرص بوروشينكو في الانتخابات البرلمانية المقررة في 26 الشهر الجاري، وسيقلل حظوظ القوميين الذي يرفضون اي حوار معها. وقال فالنتين بادراك، المحلل العسكري في كييف: «يراقب الكرملين الانتخابات بأمل ان تفضي الى غالبية في البرلمان مستعدة للعمل مع موسكو على غرار بوروشينكو». على صعيد آخر، كشفت شركة «آي سايت بارتنرز» للاستخبارات الإلكترونية، إن متسللين روساً استغلوا خطأ في برامج «ويندوز» لمايكروسوفت وبرامج أخرى للتجسس على أجهزة يستخدمها الحلف الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وشركات عاملة في قطاعي الطاقة والاتصالات.