شكك ألكسندر زاخارتشنكو، «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية شرق أوكرانيا، في جدوى مواصلة مفاوضات سلام مع كييف، بعد إعلان مقتل ستة مدنيين في منطقة دونيتسك، على رغم تطبيق اتفاق هش لوقف النار أبرم مع سلطات كييف في الخامس من الشهر الجاري. وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيريه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس أزمة أوكرانيا على هامش المؤتمر الدولي حول العراق في باريس أمس. وسأل زاخارتشنكو: «ما جدوى الاجتماع مجدداً هذا الأسبوع، وماذا سنبحث؟ يجب أن تحترم كييف أولاً شروط الهدنة التي أبرمت خلال محادثات مينسك، إذ إن إطلاق النار على مدننا ومواقعنا مستمر». وأعلن مايكل بوكيوركيف، الناطق باسم فريق مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الذي ينتشر في شرق أوكرانيا، تعرض ستة من أفراد الفريق لقصف مرتين في دونيتسك أول من أمس، ما ألحق أضراراً بالغة بسيارتين استقلوهما. وأوضح أن 4 قذائف انفجرت على بعد نحو 200 متر من فريق المراقبة الذي توجه إلى سوق بدونيتسك للتحقيق في تقارير عن حصول قصفن ما اضطرهم الى الانسحاب، من دون أن يصب أي من أفراد الفريق بجروح، لكن المراقبين شاهدوا جثة امرأة في شارع بمنطقة السوق. ووصف بوكيوركيف الحادث بأنه «بالغ الخطورة، خصوصاً أن فرقنا تعرضت للمرة الأولى لإطلاق نار، لكن لا مؤشر الى تعمد استهداف مراقبينا». وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أبدى في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل قلقه من هذه الانتهاكات. كما أكد أن مركل أيدت خططه لإقرار تشريعات في البرلمان تمنح حكماً ذاتياً محدوداً لمناطق شرق أوكرانيا التي تشكل سنداً اقتصادياً للبلاد. ويزور بوروشينكو واشنطن هذا الأسبوع للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما من اجل الاتفاق على «وضع خاص» لبلاده مع الولاياتالمتحدة، في إطار إبعادها المستمر عن الفلك الروسي. وغداة إعلان وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتي أن بعض دول الحلف الأطلسي (ناتو) ترسل أسلحة لكييف، «من أجل محاربة الانفصاليين ووضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند حده»، صرح الناطق باسم المستشارة الألمانية مركل بأن «برلين لا تعلم بتسليم أي دولة أسلحة للحكومة الأوكرانية». وكان مسؤولون في الحلف قالوا إن «التكتل الغربي لن يرسل مساعدات قتالية لأوكرانيا» غير العضو في الحلف، ولكن الدول الأعضاء تستطيع أن تفعل ذلك خارج إطار الحلف. إلى ذلك، بدأت أمس 10 دول تقودها الولاياتالمتحدة مناورات «ترايدنت السريع 14» العسكرية قرب مدينة لفيف غرب أوكرانيا التي تبعد نحو ألف كيلومتر من دونيتسك. ومن المقرر أن ترسل الولاياتالمتحدة 200 جندي، في أول انتشار لقواتها منذ اندلاع التمرد الموالي لروسيا شرق أوكرانيا في نيسان (أبريل) الماضي. في موسكو، بحث الرئيس بوتين مع مجلس الأمن الروسي التقدم الذي حققته عملية السلام جنوب شرقي أوكرانيا وبينها الوضع الإنساني، والعواقب السلبية المحتملة لاتفاق التعاون بين كييف والاتحاد الأوروبي. وفي خطاب وجهه إلى أعضاء حزب «روسياالمتحدة» الحاكم، قال رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف إن «العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على موسكو الأسبوع الماضي، تختبر قوة دولتنا التي يجب أن ترد في شكل متزن». وزاد: «إذا حاول عدد من شركائنا، إذا أمكن تسميتهم كذلك، اختبار قوة روسيا عبر العقوبات وكل أشكال التهديد، فمن المهم ألا نرضخ لإغراء ما يسمى الحلول السهلة، وأن نحافظ على العمليات الديموقراطية في مجتمعنا ونستمر في تطوير دولتنا». ورفضت موسكو موعد 20 الجاري الذي اقترحته المفوضية الأوروبية لإجراء محادثات ثلاثية مع كييف والاتحاد الأوروبي حول شحنات الغاز الروسي الى أوكرانيا. وقالت وزارة الطاقة الروسية: «أبلغنا المفوضية الأوروبية أن الموعد المقترح غير ملائم، بسبب برنامج العمل المثقل لوزير الطاقة ألكسندر نوفاك، ونبحث تحديد موعد آخر». وأوقفت روسيا في منتصف حزيران (يونيو) شحناتها من الغاز إلى أوكرانيا التي ترفض زيادة في الأسعار فرضتها شركة «غازبروم» بعد وصول قادة موالين للغرب إلى السلطة في أوكرانيا. وهي تطالب كييف بتسديد 5.3 بلايين دولار من المتأخرات المستحقة. وقد يؤثر هذا الخلاف على شحنات الغاز إلى أوروبا التي يمر قسم كبير منها عبر أوكرانيا، في حال قرر هذا البلد سحب قسم منها هذا الشتاء لمواجهة النقص الذي قد يتعرض له. ويعتمد الاتحاد الأوروبي على نسبة 30 في المئة من إمدادات الغاز الروسي التي يمر نصفها عبر أوكرانيا. وأشارت دول أوروبية، في مقدمها بولندا وألمانيا، إلى انخفاض شحنات الغاز الآتية من روسيا. لكن وزارة الاقتصاد الألمانية استدركت أن «شحنات الغاز الروسي الواصلة تتقلب ضمن تفاوت معهود، والمشاكل التي قد تطرح تعوضها الشركات بسهولة نظراً الى وجود المادة في الأسواق». كذلك، أعلنت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مارلين هولتسنر، أن مستويات تدفق الغاز الروسي الى الاتحاد الأوروبي مستقرة.