بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما وممثلين عن 21 دولة، افتتح قائد الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي مؤتمراً للدول المتحالفة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» وبحضور تسع حكومات عربية على رأسها السعودية، إلى جانب تركيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول. وتسود خلافات بين الحاضرين في شأن انشاء مناطق عازلة على الحدود السورية، خصوصاً بين أنقرةوواشنطن. فيما هناك خلافات داخلية في إدارة اوباما نفسها حول إمكان استخدام قوات برية في قتال تنظيم «الدولة». وارتأى أوباما حضور الساعات الأولى من المؤتمر الذي افتتح في قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن بهدف تأكيد الانخراط الرئاسي في الاستراتيجية ضد «داعش»، وإعطاء صورة قيادية للرأي العام الأميركي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس، ووسط شكوك بشأن الاستراتيجية الحالية بسبب استمرار تقدم «داعش» في كل من سورية والعراق. وانضم إلى كبار الضباط الأميركيين نظراؤهم من 21 دولة وهم ممثلو حكومات بريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا واستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وايطاليا ونيوزيلندا وهولندا والسعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدةوالعراق والأردن والكويت ولبنان وقطر. وأكد البيت الأبيض ان المجتمعين «سيبحثون في جهود الائتلاف في الحملة الجارية حالياً ضد داعش»، من دون رفع سقف التوقعات أو تحديد أهداف ملموسة قد تنتج عن الاجتماع. وتولى ديمبسي ورئيس القيادة الأميركية الوسطى للشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال لويد اوستن إدارة النقاش في الموتمر، فيما حضر رئيس هيئة اركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيار دو فيلييه ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وقائد العمليات في هيئة أركان الجيش التركي الجنرال اردان اوزترك والقائد الاعلى للقوات المسلحة الاسبانية الاميرال فرناندو غارثيا سانشيز الذي وافقت حكومته للتو على ارسال 300 جندي إلى العراق لتدريب القوات العراقية. وحذّر ديبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية من أنه ينبغي عدم توقع صدور «اعلانات» في ختام هذا الاجتماع، فيما قال المتحدث باسم هيئة اركان الجيوش الفرنسية الكولونيل جيل جارون إن باريس تعتزم «المساهمة في وضع خطة عمل مشتركة ذات ابعاد اقليمية» و «الاتفاق على الأوجه الاستراتيجية الكبرى» في الحملة ضد «داعش». وتظلل الخلافات بين الحلفاء أنفسهم الاستراتيجية اليوم وسط مطالبة أنقرةوباريس بإنشاء مناطق عازلة واستمرار تردد واشنطن في ذلك. وينعكس التباعد الأميركي- التركي في التصريحات حول القواعد العسكرية في تركيا وتأكيد واشنطن أن انقرة سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية الكبيرة (جنوبتركيا) حيث ينتشر 1500 عسكري اميركي في سياق غاراتها على الجهاديين، قبل أن ينفي ذلك وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو. وفي العراق أيضاً باتت محافظة الأنبار (غرب) على وشك السقوط بكاملها بأيدي «داعش» بعد سلسلة هزائم تكبدها الجيش العراقي. وفي هذا الصدد، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء الأحد في القاهرة ان «الاستراتيجية التي نبنيها (ستسمح) بعزل (تنظيم الدولة الاسلامية). لكن في نهاية الأمر، العراقيون هم من عليهم استعادة اراضي العراق». وقال السناتور الجمهوري جون ماكين وهو من منتقدي أوباما، يوم الأحد الماضي، إن عناصر تنظيم داعش «هم من يفوزون وليس نحن». وتحيط الخلافات أيضاً فريق أوباما وسط حديث وزارة الدفاع وديمبسي عن إمكان الحاجة إلى قوات برية في مرحلة لاحقة لاستعادة الموصل، لكن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ترفض كلياً هذا الاقتراح. وتؤكد مصادر موثوق بها ل «الحياة» أن رايس هي الأقرب الى أوباما اليوم ولها الثقل الأكبر في رسم الاستراتيجية والتأثير في الرئيس الأميركي، وليس ديمبسي أو نائب الرئيس جو بايدن أو وزير الخارجية جون كيري.