أعلنت فرنسا تأييدها تماما لطلب تركيا إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا في إطار خطط لإعادة اللاجئين السوريين وإضعاف موقف نظام بشار الأسد. في حين نفى البيت الابيض أنه يبحث اقامة منطقة عازلة على الحدود بين سورياوتركيا بعد ان كان وزيرا الخارجية الاميركي والبريطاني جون كيري وفيليب هاموند، أعلنا في وقت سابق، أمس، ان الفكرة تستحق ان تدرس. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست للصحفيين: إن اقامة المنطقة العازلة "ليست أمرا قيد التفكير حاليا"، وتريد تركيا من التحالف الدولي إقامة منطقة عازلة شمال سوريا ليتمكن اللاجئون السوريون لديها من العودة إليها، وهي أحد شروطها للدخول في حرب ضد تنظيم داعش. وقال كيري للصحفيين في واشنطن: إن "المنطقة العازلة فكرة مطروحة .. تستحق البحث فيها كما انها جديرة بدراستها من كثب". ولمح كيري الى ان الحيلولة دون سقوط بلدة عين العرب كوباني الكردية في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية لا يمثل هدفا استراتيجيا للولايات المتحدة، وقال: "من المروع متابعة ما يجري في كوباني في حينه... يتعين عليك ان تتروى وتتفهم الهدف الاستراتيجي". وأضاف : "رغم الازمة في كوباني إلا ان الاهداف الاصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنية الاساسية. نحن نسعى لحرمان الدولة الاسلامية من القدرة الكاملة على شن ذلك ليس في كوباني فقط، لكن في جميع أرجاء العراقوسوريا". وقال هاموند : إن لندن "لا تستبعد" فكرة اقامة منطقة عازلة لحماية النازحين بسبب النزاع على الحدود التركية السورية، ومبدأ اقامة هذه المنطقة العازلة تطالب به انقرة منذ زمن بعيد وحظي بتاييد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس. وأقر هاموند من جهته بأن "فكرة اقامة منطقة عازلة يجري تداولها" منذ بعض الوقت، و"يتعين علينا استكشاف ذلك مع حلفاء وشركاء آخرين". وأعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن دعمه دعوات تركيا إقامة منطقة عازلة خارج حدودها الجنوبية "لاستقبال وحماية النازحين (من القتال)" في بيان أعقب اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة الوضع "المقلق" في شمال سوريا "وتحديدا في مدينة كوباني". وأفاد البيان بأن الرئيسين اتفقا أيضا على "ضرورة مواصلة دعم المعارضة السورية المعتدلة، ضد كل من تنظيم داعش ونظام بشار الأسد". وقال بيان الأليزيه : إن "رئيس الجمهورية أصر على ضرورة تجنب مجزرة لسكان الشمال وعبر عن دعمه الفكرة التي قدمها الرئيس أردوغان" بشأن المنطقة العازلة. وبالنسبة الى "الوضع في العراق" ذكر الرئيسان " دعمهما التحرك الذي يقوم به المقاتلون للتصدي لداعش". وتابع بيان الاليزيه : إن الرئيسين "شددا على ان الحل الدائم في العراق لن يكون إلا سياسيا بمشاركة كاملة للسكان السنة وممثليهم". وتحدثت الرئاسة الفرنسية عن "وضع طارىء في كوباني" مؤكدة ان "لتركيا دورا أساسيا تمارسه لتفادي سقوط المدينة بين يدي داعش" و"حماية" سكانها. وقالت اوساط الرئاسة الفرنسية: "بالنظر الى الوضع الطارىء والاخطار، ينبغي مناقشة كل الخيارات" وبينها فكرة منطقة عازلة "تتطلب اقامتها تنسيقا دوليا واسعا". واضافت ان هذا الامر ينبغي بحثه مع تركيا وايضا "مع الشركاء الآخرين" في التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وتابعت : "في الوقت الراهن، على كل طرف ان يتحمل مسؤولياته لمساعدة المعارضة السورية في احتواء داعش والسماح بوصول المساعدة الانسانية الى من يحتاجون اليها من السكان" و"ضمان أمن" النازحين. ودعا أردوغان مرارا الى اقامة منطقة عازلة ومنطقة للحظر الجوي في شمال سوريا لحماية المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسكان الذين يفرون من الحرب في بلدهم. وقال اردوغان الثلاثاء : إن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من منطقة كوباني الى تركيا منذ بدء هجوم داعش بلغ مائتي الف شخص. وشنت طائرات للتحالف الدولي عدة ضربات الاربعاء لمساعدة القوات الكردية على كبح تقدم الجهاديين في مدينة كوباني الكردية السورية في معركة اثارت اعمال شغب دامية في تركيا. ويلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة القوات المسلحة الأميركية لاستعراض مجرى الضربات في سوريا التي اعتبرها الاكراد غير كافية، وفي العراق. وارسلت واشنطن الى المنطقة منسق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الجنرال المتقاعد جون الن ومساعده بريت ماغورك لاجراء محادثات الخميس والجمعة في تركيا. ووصفت الولاياتالمتحدة أمس معارك عين العرب بأنها "تثير الرعب" لكنها تتردد في دفع أنقرة علنا للتدخل عسكريا بهدف تجنب وقوع هذه المدينة الاستراتيجية بين ايدي تنظيم داعش. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الاميرال جون كيربي أمس ان الضربات الجوية لا تكفي لانقاذ مدينة كوباني التي يطوقها تنظيم الدولة الاسلامية على الحدود التركية السورية. وقال خلال مؤتمر صحفي: إن "الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك ولن تنقذ كوباني. يجب ان تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة أو الجيش العراقي" لهزيمة داعش. وأضاف : "نعرف ذلك ولم نتوقف عن تكراره"، وتدارك المتحدث قائلا : "لكن ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الارض داخل سوريا. إنها الحقيقة". وأعلن الجيش الاميركي في بيان ان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية شن الثلاثاء والاربعاء ست ضربات قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية الكردية. وقالت القيادة الاميركية الوسطى (سنتكوم) التي تشمل الشرق الاوسط وآسيا الوسطى: إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها شنوا تسع ضربات في المجموع على الاراضي السورية بينها ست ضربات قرب كوباني المجاورة للحدود مع تركيا.