دعت مجموعة «مارس وان» الهولندية غير التجارية الراغبين في السفر إلى المريخ إلى تقديم طلبات للمشاركة في رحلة ذهاب دون إياب إلى الكوكب الأحمر في العام 2022، تنقل وقائعها مباشرة عبر تلفزيون الواقع، بحسب ما أعلنت المؤسسة في مؤتمر صحافي عقدته في نيويورك. والهدف من كون الرحلة ذهاباً دون إياب هو الاقتصاد في المصاريف، ومن المقرر أن تضم الرحلة الأولى أربعة رواد، وتبلغ نفقة إيصالهم إلى الكوكب الأحمر6 بليون دولار، بحسب ما أعلن المسؤولون عن «مارس وان». ويمكن لأي راغب في هذه المغامرة أن يشارك فيها، شرط أن يكون تجاوز الثامنة عشرة من العمر، وأن يكون متقناً للغة الإنكليزية. وينتظر القيمون على الرحلة أن يتمتع المشاركون فيها «بالقدرة على التكيف، والمثابرة، والإبداع، وفهم الآخرين»، بحسب ما قال نوربرت كرافت المدير الطبي لمجموعة مارس وان. ومن المقرر أن يحط المغامرون الأربعة الأوائل على سطح المريخ في العام 2023، غثر رحلة تمتد ل7 أشهر. وسيعمل هذا الفريق الأول على بناء أول مستعمرة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، وستنقل وقائع حياتهم مباشرة على طريقة تلفزيون الواقع. وقال باس لاندسدورب مؤسس مجموعة «مارس وان» في مؤتمر صحافي أن مجموعته تلقت حتى الآن «عشرة آلاف رسالة إلكترونية من أشخاص راغبين في التطوع للمهمة». وفي الإجمال، تبحث مارس وان عن 24 متطوعاً تقسمهم إلى ست فرق تتوجه إلى المريخ في رحلات دون إياب ابتداء من العام 2022. وتعول مارس وان على التغطية الإعلامية لتمويل قسم كبير من نفقات المشروع. وقال لانسدورب أن مجموعته تعول على تغطية إعلامية عالمية «تبدأ مع عمليات اختيار الرواد وتدريبهم وإطلاقهم وحتى وصولهم وإقامتهم على سطح المريخ». ويواجه هذا المشروع العديد من الشكوك، لكنه تلقى في المقابل دعماً من جيرارد هوفت عالم الفيزياء الهولندي الحائز جائزة نوبل في العام 1999. إذ كان حاضراً في المؤتمر الصحافي. وحتى الآن، تقتصر الرحلات إلى كوكب المريخ على إرسال مسبارات أو روبوت، وأهمها حالياً الروبوت كورويوسيتي الذي حط على سطح المريخ في آب/أغسطس الماضي، في إطار مهمة تبلغ كلفتها 2,5 بليون دولار. ومن الصعوبات التي يطرحها مشروع مارس وان هو أن الرواد الذين لن يكون بإمكانهم العودة إلى الأرض مجدداً، يتعين عليهم الإقامة في مستعمرات صغيرة، وأن يبحثوا عن المياه، وأن يولدوا الاوكسجين ويزرعوا طعامهم، علماً أن المريخ كوكب قاحل غلافه الجوي غني بثاني أكسيد الكربون، ويبلغ متوسط درجات الحرارة على سطحه 63 درجة تحت الصفر. وسيواجه الرواد أيضاً مخاطر التعرض للأشعة الكونية الخطرة أثناء رحلتهم. ورغم العمل الجاد على تجنيد متطوعين لهذه الرحلات، ما زال يتعين على مارس وان العثور على طريقة لنقلهم إلى المريخ، إذ لا توجد صواريخ ومركبات فضائية حالياً مصممة لهذه الغاية.