قمة القمم، هي تلك التي أجبرت المستشارة الألمانية ميركل على ترك أعمالها والقضايا السياسية والاقتصادية التي تشغل العالم، لتذهب وتفتي بالشأن الرياضي وتعلن توقعاتها بتجاوز ممثل وطنها بايرن ميونيخ ضيفه برشلونة الإسباني الليلة في ذهاب نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وتأهله إلى المباراة النهائية برفقة مواطنه الآخر بروسيا دورتموند الذي يلتقي غداً (الأربعاء) ريال مدريد الإسباني. ومن المنتظر أن تتوه الكرة في مسرح «الأليانز أرينا» بين أقدام لاعبي الفريقين، الذين تؤكد الإحصاءات والأرقام أنهم الأعلى في نسب السيطرة والاستحواذ على الكرة، مع أفضلية للفريق الكتالوني الذي يتزعم القائمة العالمية تاركاً الوصافة ل«الزعيم البافاري»، وهو ما يعطي مزيداً من التشويق والإثارة لمواجهة الليلة. أصحاب الأرض، الذين يعيشون أزهى فتراتهم الرياضية، بحسمهم للقب «البوندسليغا» باكراً، وبفارق نقطي كبير عن أقرب المنافسين قوامه 20 نقطة، إضافة إلى تأهله إلى نهائي كأس ألمانيا مطلع حزيران (يونيو) المقبل أمام شتوتغارت بالملعب الأولمبي في برلين، وهو ما يجعل حلم الثلاثية يقترب أكثر من أي وقت سابق. ويسعى البايرن إلى مواصلة عطاءاته المميزة هذا الموسم في دوري الأبطال، خصوصاً بعد اكتساحه بطل الدوري الإيطالي يوفنتوس بهدفين نظيفين ذهاباً، وبالنتيجة ذاتها إياباً، إلا أن الخصم هذه المرة أكثر صعوبة وأشد ضراوة. ويحمل بايرن ميونيخ تاريخاً مشرقاً أمام الفرق الإسبانية، إذ يظهر تفوقاً واضحاً عليها، خصوصاً إذا ما علمنا أن البايرن لم يخسر في أي مواجهة على أرضه أمام فريق إسباني في آخر 20 مواجهة، إضافة إلى أفضليته التاريخية في مواجهاته مع برشلونة، إذ التقيا في 6 مواجهات، فاز البايرن في ثلاث منها، وخسر واحدة، فيما تعادل الفريقان في اثنتين. وعلى الضفة الأخرى، انتشى الكتالونيين بعودة ساحرهم الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم في الأعوام الأربعة الماضية ليونيل ميسي، بعد شفائه من الإصابة، إذ عمد مدرب الفريق تيتو فيلانوفا عدم إشراك نجم الفريق في المباراتين الأخيرتين في الدوري الإسباني، الذي يتصدره البرشا ب84 نقطة، وبفارق 13 نقطة عن أقرب ملاحقيه ريال مدريد، ويكفي برشلونة الفوز في المباراة المقبلة للتويج باللقب. وعان برشلونة كثيراً في طريقه إلى دور نصف نهائي أبطال أوروبا، خصوصاً في مواجهات الذهاب، إذ خسر في دور ال16 أمام ميلان الإيطالي بهدفين من دون رد، قبل أن يرد الصاع بأربعة إياباً، الأمر تكرر في ربع النهائي أمام باريس سان جيرمان الذي تعادل معه ذهاباً بنتيجة (2-2)، قبل أن ترجح أفضلية الأهداف كفته في مواجهة الإياب التي انتهت بالتعادل (1-1). ويأمل مدرب بايرن مونيخ يوب هاينكس بختام مميز لمسيرته مع «الزعيم البافاري»، وأن يسلمه فريقاً مذهباً لخليفته الإسباني بيب غوارديولا، الذي حقق مع برشلونة العديد من الألقاب والإنجازات، وبلا شك في أن المدرب الأنيق سيكون بين نارين، بين ماضيه الجميل «برشلونة» ومستقبله المشرق «بايرن مونيخ»، حتى وصفته إحدى الصحف «الكتالونية» من خلال كاركاتير، بأن قلبه سيكون مع «البرشا» وجيبه مع «البايرن».