استؤنفت صباح الاحد رحلات المنطاد الطائر في مدينة الاقصر المصرية (جنوب البلاد) باربع رحلات، وذلك بعد نحو شهرين من التوقف اثر حادث مروع قتل فيه 19 شخصا اغلبهم من السياح في فبراير الماضي. وقال احمد عبود رئيس الاتحاد المصري لشركات المنطاد الطائر لوكالة فرانس برس ان "رحلات المنطاد استؤنفت الاحد في الاقصر باربع رحلات ضمت 70 سائحا". واوضح عبود ان "السلطات المصرية اتخذت اجراءات مشددة للسلامة منها الكشف قبل وبعد الاقلاع عبر مهندس طيران"، واضاف ان "السلطات شددت على ضرورة التواصل المستمر بين المناطيد وابراج المراقبة في مطار الاقصر اثناء الرحلات". وقال عبود ان محافظ الاقصر استقل اولى رحلات انطلاق المنطاد للتاكيد على اتخاذ اقصى درجات اجراءات السلامة. وقال السفير عزت سعد، محافظ الاقصر لفرانس برس، "حرصت على ان أكون في اول منطاد للتاكيد ان الامور عادت لطبيعتها وان البالون امن". واوضح سعد ان وفدا فنيا من وزارة الطيران المدني زار الاقصر للتاكد من اشتراطات السلامة الفنية في شركات المناطيد للتاكيد على صالحيتها للانطلاق مجددا. وعبر ياسر الزمبيلي، صاحب احدى شركات المناطيد، عن سعادته باستئناف رحلات المنطاد ومعاودة شركته لنشاطها. وقال الزمبيلي لفرانس برس "التوقف اثر علينا سلبا بطبيعة الحال.. لقد كانت فترة سيئة"، واضاف "نامل ان يعود السياح لركوب المنطاد بنفس الاقبال دون خوف". وتعمل ثماني شركات فقط في قطاع المناطيد في الاقصر، وتشغل أكثر من خمسة آلاف عامل. لكن سبع شركات فقط ستعاود تشغيل المناطيد بسبب الحظر المفروض على الشركة المالكة للمنطاد المنكوب. كما فرضت السلطات المصرية حظرا على طرازالمنطاد المنكوب نفسه حتى انتهاء التحقيقات في الحادث. وكان 19 شخصا معظمهم من السياح قتلوا في شباط/فبراير الماضي في انفجار منطاد كان يحلق فوق منطقة الاقصر التاريخية في جنوب مصر، بينهم سياح من هونغ كونغ واليابان وبريطانيا وفرنسا. على الاثر قرر محافظ الاقصر ايقاف كل رحلات المناطيد لاجل غير مسمى. وكان المنطاد يحمل 21 شخصا ويحلق على ارتفاع 300 متر فوق القرنة على الضفة الغربية للاقصر عندما اشتعلت فيه النيران قبل ان ينفجر. وتقع منطقة الاقصر الغنية بالاثار على بعد 700 كيلومتر من القاهرة وهي الاكثر جذبا للسياح في مصر. وتعد المناطيد فوق الاقصر من ابرز الانشطة الترفيهية التي يحرص علها مئات السياح اثناء زيارتهم للمدينة. وامرت النيابة العامة المصرية قبل خمسة ايام بحبس مدير مطار إقلاع المنطاد بمنطقة القرنة بالبر الغربى بالأقصر اربعة ايام على ذمة التحقيقات، موجهة له تهمة الاهمال الذي تسبب في القتل الخطأ. وتعاني مصر تراجعا حادا في عائدات السياحة احدى الركائز الاساسية للاقتصاد المصري في اعقاب الانتفاضة الشعبية التي اسقطت الرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. وادى تراجع السياحة في مصر الى بقاء الاف من الذين يعملون في هذا المجال بلا عمل. وتراجعت واردات مصر من السياحة من 15 مليار دولار في 2010 الى تسعة مليارات دولار في 2012، بحسب تصريحات لوزير السياحة المصري في كانون الثاني/يناير الماضي.