أنعش قرار رئاسي قضى بتحويل موقع عسكري في صنعاء حديقة عامة، آمال اليمنيين بإمكان إخلاء مدنهم من الثكنات العسكرية. وتنتشر داخل المدن وضواحيها، ثكنات ومنشآت عسكرية ما يعرض حياة السكان إلى الخطر خصوصاً مع وقوع انفجارات في مخازن للسلاح تتسبب في إفزاع المدنيين وإيقاع إصابات. وكان معسكر الفرقة الأولى مدرّع المنحلة الذي تعتزم السلطات تحويل موقعه حديقة، شهد في أيلول (سبتمبر) الماضي ما قيل إنها انفجارات في مخازن السلاح تسببت في قتل شخصين وإصابة 8 آخرين بقذائف صاروخية تطايرت إلى الأحياء السكنية. وتفيد أمانة العاصمة بأنها في صدد إعلان مناقصة لتنفيذ مشروع الحديقة الذي أطلق عليها اسم حديقة 21 آذار تخليداً ليوم انشقاق الفرقة الأولى مدرع عام 2011 وتأييدها الانتفاضة الشعبية التي أجبرت الرئيس السابق على التنحي عن الحكم. وستقام الحديقة التي تعد الأكبر من نوعها على مساحة كبيرة جداً. وتفتقر صنعاء والمدن اليمنية إلى حدائق ترقى إلى مستوى التسمية. ودعا المجلس المحلي لأمانة العاصمة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى إخلاء العاصمة من كل المعسكرات وتحويل مواقعها متنزهات وحدائق ترفيهية. ورأى المجلس في قرار إخلاء موقع الفرقة مدرع مؤشراً إيجابياً باتجاه تنفيذ الاتفاق السلمي في اليمن. وكان إعلان إنشاء الحديقة وتسميتها جاءا ضمن قرارات أصدرها الرئيس اليمني لإنهاء انقسام الجيش، بيد أن شكوكاً تساور بعض اليمنيين في إمكان إخلاء مدنهم من المعسكرات. وتقول الموظفة الحكومية فاتن عبد الرب: «أخشى أن يكون إعلان إنشاء الحديقة مجرد كلام في الهواء، على غرار ما كان يحصل في عهد الرئيس السابق». وأطلق عدد من شبان ساحة التغيير في صنعاء، مبادرة لمراقبة تنفيذ حديقة «21 مارس»، معبرين عن خشيتهم من التهام الفاسدين الأراضي المخصصة للحديقة. وكان تمركز معسكرات للجيش داخل المدن أبرز أسباب الدمار والكوارث الإنسانية التي شهدتها المدن اليمنية في فترات الصراع العنيف على السلطة.