في الأحساء فريق لم يضع في حساباته التربع على القمة، الفتح الذي كان يمني النفس ببلوغ دوري أبطال آسيا، وجد أن المنافسة على لقب «دوري زين» ليس بالأمر المستحيل بعد جولات تجاوز خلالها أعتى فرق الدوري، إذ هزم الهلال، وألحق به حامل اللقب الشباب، قبل أن يطيح بالاتحاد، ويتجنب الخسارة أمام النصر والأهلي، لذا، ووفق تصريحات مسؤوليه اعتزم الفتحاويون الحفاظ على صدارة حصلوا عليها بلا تخطيط مسبق، من أجل القبض عليها، ومن هذا الباب، لم يفكروا في ما هو أبعد من ذلك، إذ وضعوا اللقب نصب أعينهم بغض النظر عن «المُحسنات»، فاغتنم الآخرون الفرصة، وتقاسموا أرقاماً لم تدخل اهتمامات «النموذجي». الفتح حصل على ما أراد، ولم يلقِ بالاً لأفضليات يتم تدوينها بالخط الصغير عند تحقيق كل منجز، إذ ذهبت أفضلية التهديف إلى فريق الهلال الذي سجل هجومه 61 هدفاً بفضل تألق مهاجميه الثلاثة، البرازيلي ويسلي لوبيز، وقائده ياسر القحطاني، والكوري يو بيونغ سو، أما المرتبة الثانية، فكانت لفريق الشباب الذي بلغ هدافوه شباك الخصوم 51 مرة، بينما تبعهم الأهلي بأهدافه ال50، في حين جاء «البطل» رابعاً ب48 هدفاً. قوة الدفاع كانت لفريق النصر بالمناصفة مع «مُعانق اللقب» ب23 هدفاً، ولم ينفرد الفتح بالأفضلية الدفاعية على رغم مواجهته في الجولة قبل الأخيرة للفريق «الهابط» الوحدة، بل إنه خسر المباراة بأكملها، ولم ينجح في زيادة أرقامه، إذ توقف قطار مهاجمه دوريس سالومو عن التسجيل، وأخذ عداد نقاطه استراحة بعد أن كفل ل«فارس الأحساء» الفوز باللقب، وقبلت شباكه الأهداف في مرحلة لم تعد الهزيمة مؤثرة. وحينما ننتقل إلى «رجل الأهداف» فإنه أرجنتيني الجنسية، ومحترفو الفتح الأربعة لا ينتمون ل«بلد التانغو»، ما يعني أن لقب الهداف حتى هذه اللحظة يتجه إلى مهاجم الشباب سبستيان تيغالي ب18 هدفاً، متجاوزاً هداف «البطل» دوريس سالومو صاحب الأهداف ال16، والمسؤول الأول للتهديف في الهلال ويسلي لوبيز الذي يأتي ثانياً ب17 بصمة، وهو الرقم الذي قد يتحصل عليه الفتحاويون مع تبقي جولة على نهاية الدوري، إلا أنهم حتى الآن لم يحظوا برقم يُزينون به إنجازهم الأعظم في تاريخهم. أفضل صناع اللعب، ومن يكتبوا قصص الأهداف، تسيدهم برازيلي الشباب مارسيلو كماتشو، متفوقاً على ابن جلدته وقائد وسط الفتح التون جوزيه، إذ هيأ كماتشو 15 كرة لمهاجمي فريقه تُرجمت كأهداف، فيما صنع التون نصفها ب 8 أهداف. يظهر أن الفتحاويين وجدوا أن كل الأرقام عدا «اللقب» مجرد هوامش لا تغني ولا تضفي جمالاً أكثر، مما يبدو عليه إنجازهم الأبرز، إلا أنهم حصلوا على الأبرز، وحققوا - حتى الآن - رقماً مهماً يتمثل في أنهم الفريق الأقل خسارة بين الفرق ال14، إذ هُزموا في مناسبتين فقط، الأولى بعد ضمان صدارة استحقوا على إثرها البطولة، يأتي من بعدهم فرق الهلال والشباب والنصر بخساراتهم الأربع. ربما اكتفوا بطريقة حسمهم للمنافسة، عندما وقع مهاجمهم دوريس سالومو على الختام بهدف على الطريقة الهوائية، فلدى الفتحاويين، جمال لسمة تفتن المتتبعين، أهم من أرقام تُكتب في هوامش التاريخ.