أدلى ملايين العراقيين أمس بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات في ظل ما أبدته كتل سياسية من احتمال تزوير الاقتراع الذي شارك فيه ستة آلاف مراقب محلي ومئات المراقبين الدوليين. وفتحت المحافظات العراقية ال18 مراكز للاقتراع على رغم أن السباق الانتخابي يشمل 12 محافظة فقط، إذ استثنيت محافظات إقليم كردستان الثلاثة وكركوك والموصل والأنبار، وخصصت مراكز الاقتراع فيها للمهجرين، اضافة إلى العسكريين الذين لم تسنح لهم الفرصة للإدلاء بأصواتهم الأسبوع الماضي. وقال رئيس مجلس مفوضية الانتخابات سربست مصطفى خلال مؤتمر صحافي صباح امس، بعد ساعات على بدء الاقتراع أن «المفوضية فتحت كل مراكز الاقتراع في بغداد والمحافظات الأخرى المشمولة بالتصويت العام»، وأوضح إن «13 مليوناً و800 ألف ناخب يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، فيما يسمح للناخبين المهجرين أو المقيمين بالتصويت في المحافظات الست غير المشمولة بالانتخابات». وأضاف أن «الانتخابات تجرى بمشاركة 6 آلاف مراقب محلي و313 مراقباً دولياً يمثلون منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مختلفة، يشاركون في مراقبة الانتخابات التي يغطيها اكثر من 2256 صحافياً محلياً و187 صحافياً دولياً». واعتبر «مشاركة المراقبين إحدى ضمانات تطبيق معايير النزاهة، فالمحليون موزعون في عموم المدن، وسيرافقون فتح مراكز الاقتراع». إلى ذلك أعلن مدير الإدارة الانتخابية مقداد الشريفي خلال مؤتمر صحافي أن «المفوضية ستعلن النتائج الأولية للانتخابات مساء اليوم (امس)»، وأوضح أن «عملية العد والفرز ستكون داخل كل محطة انتخابية بحضور الكيانات السياسية، بعدها تذهب الصناديق إلى مخازن المفوضية ونصبنا كاميرات لمراقبتها». وأشار إلى أن «المفوضية فتحت مراكز اقتراع مخصصة للتغطية الإعلامية وتصويت الإعلاميين المعتمدين فضلاً عن فتح مراكز اقتراع في السجون والمستشفيات بالإضافة إلى المهجرين». ونفى الشريفي حصول أي تلكؤ في عمل المفوضية. وأضاف أن «التصويت يجري بسلاسة وعملية العد والفرز ستستمر حتى منتصف الليل، وأكد حدوث بعض الخروق واتخاذ الإجراءات المناسبة. وعن الانتخابات في محافظتي الأنبار والموصل قال إن «مجلس الوزراء سيصدر قراراً الأسبوع المقبل يحدد موعدها». من جهة أخرى أكدت منظمات وجود خروق رافقت عملية الاقتراع امس، وقالت المدير التنفيذي لشبكة «تموز» فيان الشيخ في اتصال مع «الحياة» إن «التقارير الأولية التي وصلت إلينا من مندوبينا المنتشرين في عدد من المحافظات أكدت حصول خروق سيتم كشفها في مؤتمر صحافي يعقد غدًا (اليوم) بالتنسيق مع منظمة شمس». واعتبرت شبكة «عين» المعنية أيضاً بمراقبة الانتخابات أن مشكلة عدم عثور آلاف الناخبين على أسمائهم في مراكز الاقتراع القريبة أهم الخروق التي سجلتها. ونقل موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» التابع لحزب الرئيس جلال طالباني أن أكثر من 20 ألف ناخب كردي مهجر مشمولين بالمادة 140، لم ترد أسماؤهم في سجلات الناخبين في قضاء خانقين وجلولاء والسعدية. تصريحات قادة سياسيين وشهد اقتراع المسؤولين في الحكومة والبرلمان في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء، مناسبة للإدلاء بتصريحات ومواقف. وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي امس إن انتخابات 2013 «ستحدث تغييراً كبيراً في العملية السياسية»، واعتبر «أسباب حرمان محافظتي الموصل والأنبار سياسية والجميع يعلم هذا»، وأشار إلى أن» هناك خمس محافظات ستكون لنا الغلبة فيها». أما رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي فلمح لدى إدلائه بصوته إلى إمكان إجراء الانتخابات في الأنبار ونينوى في 18 الشهر المقبل. وأشار إلى أن الحكومة ستناقش الموعد خلال اجتماعها الأسبوعي الثلثاء المقبل. وأضاف أن «الانتخابات ستجرى بالتأكيد إذا توافرت الشروط الأمنية فيها ومنع الذين يستهدفون المرشحين وموظفي المفوضية ومن لا يريدون إجراء الانتخابات». وقال زعيم ائتلاف «العراقية» أياد علاوي أمس بعد الإدلاء بصوته «إننا مع المشاركة الواسعة في الانتخابات وندعم خطاب المرجعية الدينية العليا الداعي إلى الترسيخ السلمي للسلطة»، وأضاف «لاحظنا وجود خروق أمنية كبيرة في بغداد وبابل». واتهم علاوي الحكومة «بتنفيذ اعتقالات واسعة عشية يوم الاقتراع في مناطق شمال بابل ومنع المواطنين في مناطق اليوسفية واللطيفية التي تقع جنوب العاصمة من الذهاب إلى مراكز الانتخابات». وأشار إلى أن «الحكومة لم تصدر وثائق تسمح بحركة السيارات التابعة لجهات سياسية تتعارض مع سياستها ومنها ائتلاف العراقية الموحد». وقال القيادي في «المجلس الأعلى» نائب رئيس الجمهورية السابق عادل عبد المهدي إن حدوث أي» تلاعب بنتائج انتخابات مجالس المحافظات يؤثر سلباً في مستقبل العراق».