روعت خلية، قد يكون ألهمها تنظيم «القاعدة» في الشيشان وداغستان، مدينة بوسطن بسكانها المليون، وهزت استقرارها وأغلقت اعرق جامعاتها ومعاهدها وهزت عرش وكالات الأمن في الولاياتالمتحدة التي ستتعرض لاحقاً للمساءلة عن دورها في عدم مراقبة الشيشانيين جوهر تسارناييف، الذي وصفه والده بانه «ملاك» وشقيقه الأكبر تيمورلنك الذي قُتل في مواجهة مع الشرطة الفيديرالية التي كانت تلاحقه مع شقيقه منذ تفجيرهما قنبلتين قبيل خط النهاية في ماراتون بوسطن الاثنين، ما أسفر عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى. وحتى ليل أمس كانت شرطة بوسطن في ولاية ماساتشوستس، تجري عملية بحث واسعة عن الشيشاني جوهر تسارناييف، الذي عرّفته السلطات بأنه «صاحب القبعة البيضاء» الذي ظهر في صور ولقطات مصورة عند خط نهاية ماراتون المدينة الذي استهدفه التفجيران وأسفرا عن 3 قتلى و176 جريحاً. وحذرت الشرطة، التي نجحت في قتل تيمورلنك (26 عاما) شقيق جوهر، خلال مطاردتهما ليلاً في منطقة ووترتاون ببوسطن، سكان المدينة من أن جوهر (19عاماً) «مسلح وخطر»، داعية إياهم إلى ملازمة منازلهم وعدم فتح الأبواب لغرباء. وكان لافتاً تحميل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أجهزة الاستخبارات الأميركية مسؤولية هجوم بوسطن، مؤكداً أن الشقيقين المشبوهين «لم يعيشا في الشيشان، بل في الولاياتالمتحدة، حيث ترعرعا ودرسا». وأضاف انه «بات أمراً معتاداً ربط كل ما يحدث في العالم بأبناء الشيشان، وإلقاء اللوم عليهم حتى في شأن كارثة أمواج مد (تسونامي). لكن الاتهام ليس دليلاً على مشاركة الشقيقين في ما حدث». وبعد نحو 5 ساعات على نشر مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) صوراً لهما أول من امس في موقع الاعتداء المزدوج، أعلنت شرطة بوسطن أن الشقيقين قَتلا بالرصاص ضابطاً في الشرطة داخل حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم إي تي)، وجرحا رجل أمن من هيئة النقل، كما خطفا سيارة واحتجزا صاحبها نحو نصف ساعة قبل إطلاقه بعد إجباره على نزع ثيابه. لكن والدهما أنزور تسارناييف قال من محج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان الروسية، بأن ولديه «بريئان» وأن جوهر «ملاك حقيقي» والذي كان فاز بمنحة لدراسة الطب، متهماً أجهرة الاستخبارات الأميركية بالإيقاع بهما «لأنهما مسلمان متدينان». وسأل: «لماذا قتلوا تيمورلنك ولم يعتقلوه حياً؟». وأوضح الأب أن جوهر يدرس الطب في الولاياتالمتحدة، فيما كشف مشرفو موقع «في كي» باللغة الروسية للتواصل الاجتماعي، أن صفحة جوهر تتضمن روابط لمواقع إسلامية ومواقع أخرى تدعو إلى استقلال الشيشان. أما رسلان تسارني، الذي عرّف نفسه بأنه خال الشقيقين المشبوهين، فقال إنهما ترعرعا في قرغيزستان ووصلا إلى الولاياتالمتحدة قبل 8 سنوات. وذكر أنه تحدث مع تيمورلنك قبل ساعات من مقتله، وقال: «آسف لتنفيذهما هذا العمل المجنون، والذي لا أصدق حدوثه». وخلال عمليات البحث في بوسطن، اعتقلت الشرطة شخصين في منطقة كمبريدج، حيث يقطن جوهر، كما أعلنت تحديد موقع سيارة قادها احد الشقيقين خلال هجوم الإثنين، وهي «هوندا» رمادية اللون تحمل لوحة مرخصة من ماساتشوستس. وأوقفت السلطات خدمات النقل في خليج ماساتشوستس «الى أجل غير مسمى»، كما أغلقت المجال الجوي في منطقة مساحتها 11 كيلومتراً شمال غربي بوسطن، من اجل توفير «أجواء آمنة لاجراءات تنفيذ القانون». وأوضحت إدارة الطيران الفيديرالية أن الإجراء يسري على كل الطائرات التي تحلق على ارتفاع يقل عن 3 آلاف قدم، فيما لم تفرض قيود على مطار لوغان الدولي ببوسطن. وبعد تلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلثاء رسالة احتوت مادة سم «الريسين»، وذلك قبل اعتقال مشبوه بإرسالها في ولاية ميسيسيبي، أعلنت الشرطة الألمانية أنها فجرت رسالة بريد موجهة إلى الرئيس يواكيم غاوك، واحتوت عبوة مفخخة بمادة «هيكساميثلين بيروكسيديامين» (أتش أم تي دي) الشديدة الانفجار. وفي روسيا، أخلي مطار «بولكوفو» الدولي بمدينة سانت بطرسبرغ، بعد تحذير شخص مجهول في اتصال هاتفي من وجود متفجرات. وأشارت الشرطة إلى إخراج حوالى 1500 شخص من المطار، واستدعاء وحدات تفكيك القنابل في الشرطة والكلاب المدربة لتفتيش المبنى، ما أدى إلى تعليق كل الرحلات.