ستصبح مسرحية «طقوس الاشارات والتحولات» للكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس التي تدور احداثها في دمشق القرن التاسع عشر، نهاية نيسان (أبريل)، أول عمل عربي يدرج في برنامج فرقة «الكوميدي فرانسيز» المسرحية العريقة. وهذا النص لونّوس (1941-1997) العصري والكلاسيكي في آن واحد، اختارته فرقة «الكوميدي فرانسيز» وريثة فرقة موليير القديمة، لتجسيد الرابط القائم بين اوروبا والمتوسط. وستعرض المسرحية في مرسيليا في اطار كونها العاصمة الاوروبية للثقافة 2013. وقال دومينيك بلوزيه مدير مسرح «جيمناز» في مرسيليا الذي تعاون مع «الكوميدي فرانسيز» لإعداد العرض، إن: «اختيار هذه المسرحية كان بديهياً». وأضاف بلوزيه الذي يستضيف مسرحه هذا العرض من 29 الجاري حتى السابع من الشهر المقبل: «للمرة الاولى يتم إعداد مسرحية خارج جدران الكوميدي فرانسيز». وقال المخرج الكويتي سليمان البسام ان العمل المختار «يشكل نصاً اساسياً في الكتابة المسرحية العربية. الكاتب كان مرجعاً في المشهد العربي المعاصر المضطرب والصعب». ولفت إلى أن «هذه المسرحية نادراً ما تعرض في مدن ودول عربية. هي لا تخضع لمقص الرقيب فعلاً الا أنها تعيد النظر في الأسس الدينية». وتنطلق المسرحية من حادثة تاريخية استلهم منها ونوس نصه، وكان أوردها فخري البارودي في مذكراته «تضامن اهل دمشق»، عندما يدبر مفتي دمشق خلال الحكم العثماني القبض على نقيب الاشراف متلبساً في وضع فضائحي مع فتاة ليل. وتنتمي هذه المسرحية إلى نتاج سعد الله ونوس الاخير وكتبها العام 1994، وقدمت في لبنان وفي أوروبا بإدارة عدد من المخرجين غير السوريين، منهم اللبنانية نضال الاشقر والالمانية فريدريكه فيلدبك. وأوقف عرض المسرحية في مصر العام 2012 بعد عروض قليلة.