اتهم رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر هيثم منُاع، مجموعة أصدقاء سورية بتقويض الديمقراطية وتشجيع صعود المتطرفين، وحذّر من أن الأزمة في بلاده وصلت إلى أخطر مراحلها بسبب ما اعتبره فشل المساعي الأجنبية بفرض المعارضة السورية بالمنفى على رأس السلطة. وكتب منّاع بمقال في صحيفة "الغارديان"، اليوم الجمعة، "أن استمرار مجموعة أصدقاء سورية في مساعي اعادة هيكلة الإئتلاف السوري المعارض يمثل أمراً مأساوياً لأن هذا التكتيك أثبت فشله، كما أنه من غير المرجح أن يتمكن أي فصيل بالجيش السوري الحر من مواجهة الجماعات المسلحة الإسلامية المتشددة ما لم تكن المعارضة تحظى بدعم الأحزاب السياسية الديمقراطية". وقال إن التدخل الأجنبي في سورية "سيكون عقبة أمام التقدم ما لم تكن هناك جبهة عريضة قادرة على اعطاء مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، الوسيلة العملية القادرة على انتاج مصالحة بين روسيا والولايات المتحدة". وشدد المعارض السوري على "ضرورة التمسك بحل سياسي تفاوضي في هذه المرحلة الصعبة لإعطاء كل سوري فرصة لرؤية نهاية للدمار الذي تشهده بلاده"، محذراً من أن الأزمة في سورية "وصلت إلى أخطر نقطة حتى الآن منذ اندلاعها في آذار/مارس 2011"، والتي حمل المساعي الأجنبية الفاشلة لفرض الائتلاف السوري المعارض على رأس السلطة مسؤولية جزئية عنها. واضاف أن الدعم الأجنبي للائتلاف السوري المعارض ومساعي فرضه كالممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري "اضعف علاقات المنظمات الديمقراطية المدنية السورية مع عدد من الدول الغربية، وقوّى في الوقت نفسه القدرة العسكرية للجماعات الجهادية". وقال منّاع أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "لا يزال هشاً وأكثر عرضة للانهيار من أن يصبح جسماً مؤسساتياً، ويبرز هذا الجانب من خلال 3 قضايا أولها المبادرة السياسية لرئيسه، أحمد معاذ الخطيب، قبل اعلان استقالته بفتح حوار مع النظام، وقرار تشكيل حكومة سورية في المنفى، وقرار الجامعة العربية منح مقعد سورية للائتلاف في قمتها الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة". ورأى المعارض السوري أن الأحداث الثلاثة "كشفت عن وجود تحالف بين الاسلاميين المتشددين وقطر، واظهرت أن الإئتلاف السوري المعارض لا يملك ايديولوجية ولا رؤية مشتركة ولا استقلالاً حقيقياً". واضاف منّاع أن دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري "تسعى الآن الى اصلاح الائتلاف السوري المعارض من خلال ادخال مجموعات طائفية وبعض الجماعات الديمقراطية العلمانية إلى تركيبته للحد من نفوذ الاسلاميين".