انتقد عضو في مجلس الشورى اتجاه جامعات سعودية لاستقطاب كوادرها التدريسية في التخصصات العلمية والنظرية من خارج السعودية، في الوقت الذي تحظى فيه البلد بأعداد كبيرة من خريجي الجامعات الداخلية أو برنامج الابتعاث الخارجي، بينما وصلت لجنة التعاقد في جامعة أم القرى إلى الهند لاستقطاب كوادرها من الجامعات الهندية للعمل ضمن الهيئة التدريسية في الجامعة. وأرجع عضو مجلس الشورى نائب مدير معهد الإدارة سابقاً الدكتور عبدالرحمن الهيجان ل «الحياة» تصرف الجامعات السعودية إلى غياب المعلومة الدقيقة من جانبها، معتقداً أنه من السهل القول بعدم وجود مؤهلين من حملة الشهادات العليا من السعوديين لاستقطابهم في الجامعات السعودية لسد حاجاتها، بيد أن الخريجين من حملة الدكتوراه والماجستير لم يجدوا دورات تأهيلية ولا تطويرية من جانب الجامعات. وأكد الدكتور الهيجان أن تعاقدات الجامعات السعودية مع الكوادر الأكاديمية تحولت إلى تجارة مربحة في بعض الدول العربية، لافتاً إلى وجود مكاتب مهمتها انتظار مندوبي الجامعات السعودية ليتم التنافس بينها على الفوز بالتعاقد. واستهجن إعادة تأهيل وتدريب الجامعات السعودية لمن يتم التعاقد معهم في السعودية لاحقاً، وأن كثيراً منهم من خريجي جامعات غير معترف بها من جانب التعليم العالي، مشدداً على ضرورة أن توجه وزارة العمل جهودها إلى الجامعات. وأضاف «ليس من العدل أن نذهب إلى العمالة الحرفية وننسى الأهم وهي الجامعات التي من المفترض أن تحتضن السعوديين للعمل فيها، فلا يمكن للمواطن أن يعمل سباكاً أو عامل نظافة، لكنه يستطيع أن يعمل أستاذاً في الجامعة أو في المختبرات». من جهته، أكد عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة أم القرى الدكتور عمرو السقاف أن زيارة الهند تأتي في إطار استراتيجية الجامعة الهادفة إلى استقطاب الكوادر العلمية المميزة من أنحاء العالم كافة للعمل في كليات الجامعة العلمية والنظرية، معيداً سبب ذلك إلى تحقيق الرقي بمخرجاتها وأدائها العلمي والتعليمي بما يحقق رؤية الحكومة وبما يتوافق مع اهتمام وزير التعليم العالي. وأوضح الدكتور السقاف أن اللجنة باشرت تنفيذ مهامها منذ وصولها، إذ التقت عدداً من أعضاء هيئة التدريس من الجامعات الهندية وأجرت المقابلات الشخصية معهم، إضافة إلى بعض الاختبارات التي تساعد على كشف المستوى العلمي والمهاري للمتقدمين، مبيناً أن اللجنة تضم كلاً من وكيل عمادة هيئة التدريس والموظفين للشؤون الأكاديمية، عميد كلية الهندسة والعمارة الإسلامية، عميد كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، عميد كلية الصيدلة، وعميد الكلية الجامعية في القنفذة، إضافة إلى مدير مركز اللغة الإنكليزية في كلية العلوم الاجتماعية، مدير شعبة المتعاقدين غير السعوديين، ومدير شعبة الرواتب والتأدية. ويأتي انتقاد عضو مجلس الشورى في الوقت الذي وصلت فيه لجنة التعاقد في جامعة أم القرى برئاسة عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين إلى جمهورية الهند لاستقطاب كوادر أكاديمية في التخصصات العلمية المختلفة من الجامعات الهندية للعمل ضمن الهيئة التدريسية في الجامعة.