قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان «مجموعة اصدقاء سورية» تلعب دورا «سلبيا» في النزاع السوري، فيما قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان سورية «للشعب السوري وليست للرئيس بشار الاسد». جاء ذلك في ختام محادثات اجراها لافروف مع داود اوغلو في اسطنبول امس، قبل يومين من انعقاد مؤتمر «اصدقاء سورية» بمشاركة وزراء خارجية وممثلي 11 دولة. وقال لافروف: «في الوقت الحاضر نعتبر ان هذه العملية تسهم بطريقة سلبية في اتفاق جنيف» الذي توصلت اليه الدول دائمة العضوية في مجلس الامن في حزيران (يونيو) الماضي حول مبادىء مرحلة انتقالية في سورية. واضاف: «عندما يكون احد الاطراف معزولا في آلية وضعت لتسوية ازمة، لا نملك القواعد اللازمة للحوار». وحذر لافروف مجددا من اي تدخل عسكري في سورية، معتبرا ان ذلك سيعزز موقع المجموعات الاسلامية القريبة من تنظيم «القاعدة» داخل المعارضة السورية. واضاف: «في نقاشاتنا المقبلة سنحاول تفادي اي اجراء يتعلق بتدخل عسكري وينجم عنه عزل احد اطراف النزاع»، موضحا «اننا سنركز على ارضية حوار تشمل كافة الاطراف». وتابع الوزير الروسي: «يجب وقف عمليات المعارضة، وهذا سيؤدي الى منع تطور الأوضاع بشكل سيء في سورية»، مؤكدا أن «ذهاب الرئيس الأسد يجب ألا يكون الأولوية، وإذا كان كذلك فهذا سيؤدي إلى وفاة العديد من الأبرياء». من جهته، قال داود أوغلو: «اتفقنا خلال الاجتماع على ترسيخ علاقاتنا المشتركة مع روسيا لا سيما الاقتصادية منها»، لافتا الى انه «تم الغاء تأشيرات الدخول بين البلدين». واضاف انه «لا يمكن عزل سورية عن الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مشيرا الى ان «الازمة السورية تؤثر في شكل كبير على تركيا، وهي مستمرة بسبب عنف النظام»، مشيرا الى ان «الجيش السوري قصف الاراضي التركية». واكد وزير الخارجية التركي وجوب «ان يوقف المجتمع الدولي حمام الدم في سورية، وان يدعم ارادة الشعب السوري»، مشددا على ان «سورية هي للشعب السوري وليست للرئيس الاسد»، لافتا الى ان «مساعدتنا للشعب السوري بلغت نحو 700 مليون دولار اميركي». لافروف وجميل وكانت موسكو اكدت أمس ضرورة «الإسراع في وقف العنف» ثم البحث عن حل سياسي للأزمة السورية عبر حوار سوري - سوري من دون تدخل خارجي. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن بيان للخارجية الروسية بعد لقاء لافروف مع وفد «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» السورية برئاسة قدري جميل، أن الجانبين «أكدا فهمهما المشترك لضرورة الإسراع في وقف العنف ومعاناة الشعب السوري على أساس بيان جنيف الصادر عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في حزيران (يونيو) الماضي». وأكد جميل «استعداد السلطات السورية والجبهة الشعبية لبذل جهود عاجلة لوقف العنف والانتقال إلى العمل بجوانب التسوية السياسية». وجدد لافروف «الدعم الثابت للمبادرات السلمية الرامية إلى التغلب على الأزمة في سورية عبر حوار سوري - سوري واسع بمشاركة ممثلي جميع الطوائف في سورية ومن دون أي تدخل خارجي». وأضاف البيان أنه «تم الإعراب عن رأي مشترك برفض الاعتماد على الحل العسكري» وأن الجانبين أكدا «عزمهما الثابت على مواصلة التعاون الروسي - السوري في شتى المجالات». وصرح جميل بعد اللقاء أن «تيار حل الأزمة في سورية سلمياً عبر الحوار الوطني هو تيار واسع وجارف، وهو التيار الذي سينتصر حتماً»، مضيفاً أنه خلال لقائه لافروف «تم بحث آفاق حل الأزمة في سورية واستنتجنا أن الأزمة وصلت إلى منعطف مهم جداً يتطلب السير بسرعة نحو فتح طاولة الحوار من أجل إيجاد الحلول المناسبة». وزاد: «ثم توقفنا كثيراً عند تغير المناخ السياسي الذي جرى في العالم وتغير المزاج في الداخل باتجاه الإصرار على الحل السياسي وتوصلنا إلى اتفاق على أنه يجب أن يتم تمثيل متوازن حقيقي عادل لكل أطراف المعارضة السورية في الحوار المقبل فهذه العملية ضرورية ولا طريق آخر غيرها في المستقبل المنظور».