اتهم نيكولاس مادورو الذي أعلنت اللجنة الانتخابية في فنزويلا فوزه رسمياً في انتخابات الرئاسة التي نُظمت الأحد، خصمه زعيم المعارضة إنريكه كابريلس بتنفيذ «انقلاب»، بعد صدامات بين الشرطة ومؤيدين له تظاهروا احتجاجاً على النتيجة التي اعتبروها «تزويراً». وأعلنت اللجنة فوز مادورو بنيله 50.8 في المئة من الأصوات، في مقابل 49 في المئة لكابريلس، ما يعني أن الفارق بينهما لا يتعدى 262 صوتاً، من أصل 14.9 مليون صوت. ودعت رئيسة اللجنة تيبيساي لوسينا كل من يريد الطعن بالنتيجة، الى ان يسلك «الطرق القانونية، لا ان يلجأ الى التهديد والوعيد والترهيب». واستشهدت بالمنافسة بين جورج بوش الابن وآل غور في انتخابات الرئاسة الاميركية عام 2000، والتي حُسمت أمام المحكمة العليا. ووصفت فنزويلا بأنها «بطلة في الديموقراطية»، إثر انتخاب مادورو خلفاً للرئيس الراحل هوغو تشافيز. وتعهد مادورو خلال احتفال رسمي في مقر اللجنة، «مواصلة إرث (تشافيز) بالكامل، دفاعاً عن الفقراء والاستقلال». وإذ تجاهلت اللجنة إصرار كابريلس على إعادة فرز الأصوات، دعا الأخير أنصاره الى التظاهر أمام مقر اللجنة، لكنه حض مؤيديه على «عدم الوقوع في فخ العنف». وكتب على موقع «تويتر»: «هناك رئيس ليس شرعياً، ومن حق الشعب الفنزويلي إجراء تدقيق في الانتخابات ومعرفة الحقيقة». وزعم أن عسكريين من الجيش، أعتبرهم «مجموعة مهمة في مدن عدة»، أوقفوا لمحاولتهم تأمين انتخابات حرة ونزيهة، إذ تبلّغوا أوامر بتجاهل انتهاكات كانوا شهوداً على حدوثها. صدامات وبعد إعلان اللجنة الانتخابية رسمياً فوز مادورو، خرج مؤيديون له على شرفات منازلهم، وهم يقرعون على أدوات طبخ، فيما تظاهر آلاف من الطلاب في العاصمة، هاتفين «احتيال» و «إعادة فرز»، واصطدموا مع الشرطة التي أطلقت عليهم غازاً مسيلاً للدموع ورصاصاً بلاستيكياً. وشهدت مناطق أخرى احتجاجات مناهضة لمادورو، بينها اقليم باريناس مسقط رأس تشافيز. في المقابل، وصف مادورو مطلب كابريلس بأنه «نزوة بورجوازي»، وحضّ على التعبئة «في كل البلاد»، قائلاً: «أدعو الشعب الى ان يكافح بسلام». وتعهد «التصدي بيد قاسية للانقلابيين»، معلناً انه التقى قيادة أُنشئت حديثاً ل «مواجهة انقلاب». أما خورخي رودريغيز، رئيس حملة مادورو، فاعتبر أن «ما يختبئ خلف كلام كابريلس، هو دعوة الى انقلاب على الدولة والمؤسسات». وأيدت الولاياتالمتحدة طلب كابريلس إعادة فرز الأصوات، اذ قال ناطق باسم البيت الأبيض ان «النتائج المتقاربة» تفرض «تدقيقاً في الانتخابات يشكّل خطوة مهمة وعاقلة وضرورية، تتيح لجميع الفنزويليين أن يثقوا بالنتائج»، منبهاً الى أن «التسرع في هذه الظروف سيتناقض مع تطلعات الفنزويليين الى نتيجة واضحة وديموقراطية». ودعا الامين العام ل «منظمة الدول الاميركية» خوسيه ميغيل اينسولزا الى «حوار وطني»، لكن بعثة مراقبي اتحاد دول اميركا اللاتينية في كراكاس طالبت ب «احترام النتائج» الصادرة عن اللجنة الانتخابية، بوصفها «السلطة الوحيدة المؤهلة» في ما يتصل بالاقتراع.