أبطأت قوات المعارضة تقدم القوات النظامية في ريف ادلب في شمال غربي سورية، بعدما نجحت الاخيرة في كسر الحصار على موقعين عسكريين. وصدت قوات النظام هجوماً لمقاتلي «الحر» الذين حاولوا التقدم في عدرا قرب دمشق للسيطرة على طريق سريع يصلها بالشمال. في هذا الوقت، ازدادت وتيرة الاغتيالات التي تستهدف قادة كتائب «الجيش السوري الحر» في شمال البلاد، وسط اتهامات بتورط مسؤولي كتائب «مهاجرة» من غير السوريين في بعضها. وقالت مصادر في المعارضة ان كتائب مقاتلة صدت تقدم قوات النظام في ريف معرة النعمان بعدما كسر جيش النظام يوم السبت حصاراً على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب المدينة استمر ستة اشهر. وقالت ان الوضع يراوح، اذ لم تستطع المعارضة اقتحام المعسكرين ولم يستطع النظام فك الحصار عنهما بشكل كامل. وقالت المصادر ان مقاتلي المعارضة يعملون على استعادة السيطرة على محيط المعسكرين و»إحكام الحصار» ثانية. وقال نشطاء معارضون ان «الجيش الحر» تمكن من طرد قوات النظام من قرية التح إلى بلدة بابولين. وقال «المرصد» ان مقاتلا معارضا قتل في الاشتباكات. وجاءت عمليات الجيش النظامي بعدما أسقط المعارضون طائرة مروحية ما أسفر عن مقتل طاقمها العسكري. وناشدت «كتائب احرار سورية» المقاتلين العمل على وقف تقدم قوات النظام في ريف معرة النعمان الغربي، لاعتقادها بأن السيطرة على الطريق السريع في المدينة سيسهل على الجيش النظامي التقدم باتجاه حلب في الشمال وربط خطوط الامداد. من جهة ثانية، افادت مصادر محلية ان الجيش النظامي صد عمليات شنها «الجيش الحر» ليل الاثنين - الثلثاء على محور عدرا بهدف الوصول الى الطريق السريع بين دمشق وحمص الذي يصل ايضا الى الشمال. واعلن قادة 11 لواء وكتيبة مقاتلة في شمال شرقي سورية، تشكيل «الفيلق الثاني في الرقة» بقيادة الرائد بشار طلاس، لتحقيق جملة من الاهداف ودعم الحكومة الموقتة و»الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وقال طلاس في فيديو بث امس ان الفيلق يرمي الى «اسقاط النظام (السوري) واذنابه» والتمسك بوحدة التراب السوري. وكانت خمسة ألوية مقاتلة أعلنت تشكيل «الفرقة الأولى مشاة» في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ضمن سلسلة من عمليات الاندماج التي تحصل في الكتائب المقاتلة للانضواء تحت مظلة «الجيش الحر». وقبل ذلك، انضوت مجموعة من الكتائب العسكرية في دمشق وريفها في بداية الشهر، تحت قيادة عسكرية واحدة باسم «لواء شام الرسول»، اضافة الى اعلان مجموعات قتالها قوات النظام تحت مظلة «لواء سيوف الحق» التابع ل «الجيش الحر» في الغوطة الشرقية. واستمرت الاشتبكات العنيفة في محاور عدة في اطراف دمشق، شملت داريا في الطرف الجنوبي للعاصمة وجوبر في طرفها الشرقي، اضافة الى مخيم البرموك للاجئين الفلسطينيين. وقالت مصادر موالية للنظام ان العمليات العسكرية استمرت امس في قرى العتيبة وحرستا في الغوطة الشرقية ومخيم السبينة في جنوبدمشق، مع شن الطيران الحربي غارات مدعومة بقصف مدفعي من جبل قاسيون. واصيب عدد من المواطنين بجروح وتضرر عدد من السيارات إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة الفحامة بوسط دمشق. واعلنت «تنسيقية مدينة داريا» في ريف دمشق و»لجان التنسيق المحلية» بدء عملها تحت لواء المجلس المحلي في المدينة ل «توحيد جهود العمل الثوري لتحقيق أهداف ثورتنا المباركة وأهمية العمل المؤسساتي في هذه المرحلة من عمر ثورتنا»، بحسب بيان صدر أمس. وتعرض محيط مطار دير الزور العسكري في شمال شرقي البلاد، لقصف من القوات النظامية، الامر الذي تكرر ايضاً في بلدة بصرى الشام في ريف درعا. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان بلدة جاسم قصفت ليل الاثنين، علماً ان الغارات الجوية زادت بعد سيطرة المعارضة على بلدة داعل ومقر اللواء 38 وتحقيقها بعض المكاسب العسكرية بين درعا والحدود مع الاردن. وفي حمص وسط البلاد، دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في منطقة تل النبي مندو في ريف مدينة القصير رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة. وقال المرصد ان هناك «انباء عن خسائر في صفوف الطرفين». وأفاد المرصد ان قوات الحرس التركي اطلقت النار على لاجئين حاولوا العبور عبر بلدة تلال الشام الحدودية، ما أدى الى سقوط جرحى أحدهم في حال خطرة. اغتيال قادة كتائب وتوفي أمس في أحد المستشفيات التركية توفيق شهاب الدين قائد «كتيبة نور الدين الزنكي» التي تعمل تحت «لواء التوحيد» متأثراً بجروح اصيب بها في بلدة سحارة بريف حلب. وتعرض قائد «لواء درع الشهباء» المكنى ب «ابو عبيدة» لمحاولة اغتيال برصاص مجهولين في منطقة الانصاري في حلب، واصيب بجروح خطرة نقل على اثرها الى حلب. وقالت مصادر معارضة ان اسماعيل عرابي، احد قياديي «الجيش الحر»، اغتيل في احد اسواق بلدة الدانا في ريف ادلب. وافاد موقع «زمان الوصل» الالكتروني السوري ان كتائب «الجيش الحر» لاحقت مقاتلين من «كتيبة أبو البنات» المتهمين بقتل عرابي وقتلوا اربعة منهم و»أسروا» 12 مقاتلاً آخر في بلدة دير حسان في ريف ادلب. واغتيل عرابي بعد قيادته حملة تطهير للسلاح من وسط المجعات المدنية في المنطقة، حيث يفرض أبو البنات وعناصر كتيبته ما يدعون بأنه «إمارة إسلامية» في قرية المشهد القريبة من بلدة الدانا وفرض الأحكام بالقوة، بحسب «زمان الوصل». وقتل اربعة من اشقاء عرابي في مواجهات مع قوات النظام. وكان أحد قادة عملية السيطرة على معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا. كما أنه شارك في عمليات لوقف التهريب في المنطقة، وكان من الداعين والمؤسسين لمحكمة الشمال العليا في الريف الإدلبي، وهو من بلدة تلعادة وفي الثلاثينات من العمر. واشارت المصادر الى ان قادة في كتائب «المهاجرين» التي تضم مقاتلين غير سوريين، بدأت في الفترة الاخيرة عمليات اغتيال تستهدف قادة «معتدلين» في المعارضة المسلحة.