شارك الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل أمس ب «مسيرة العودة» التي تنظمها للعام السادس على التوالي «جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين» وتتزامن مع التقويم العبري لاحتفالات إسرائيل ب «استقلالها». وتجري المسيرة تحت شعار «يوم استقلالهم يوم نكبتنا»، في إشارة إلى نكبة عام 1948 التي هجر فيها مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم عبر عشرات المجازر وهدم أكثر من 530 قرية ومدينة لتقام على أنقاضها مستوطنات يهودية. وتم هذا العام اختيار قرية «خبيزة» المهجّرة في المثلث الشمالي ليسير إليها الآلاف حاملين الأعلام السود ومئات أعلام فلسطين واللافتات التي حملت كل منها اسم قرية مهجرة. وحمل عدد من المسنين من مهجَّري الداخل مفاتيح بيوتهم التي شردوا منها. وكان بين المشاركين عدد من مواليد قرية «خبيزة» الذين رووا لممثلي وسائل الإعلام حكاية قريتهم وتشرُد أهلها وحقيقة أنهم ممنوعون من العودة إلى أراضيهم البعيدة منهم «مرمى حجر» لكنها أصبحت مستوطنات يهودية أو «أملاك غائبين». ورفع المشاركون الشعارات التي تؤكد «حق العودة» ومنها «حق العودة حق مقدَّس غير قابل للتصرف أو الإنابة أو التفويض» و «حق العودة حق شخصي وجماعي وغير قابل للتقادم»، «لن ننسى ولن نغفر». وهتف المشاركون ضد سياسة إسرائيل العنصرية ضد المواطنين العرب. وطلب المنظمون من مشاركين رفعوا أعلام سورية بإنزالها درءاً لأي خلاف قد يحصل مع مشاركين آخرين. وبرز بين المشاركين قادة الأحزاب العربية الوطنية. وقال رئيس «التجمع الوطني الديموقراطي» النائب في الكنيست الدكتور جمال زحالقة إن الشعب الفلسطيني يرى أن «الاحتفالات بيوم استقلال إسرائيل هي رقص على دماء الفلسطينيين واستفزاز لمشاعرهم وتجاهل لمأساتهم التي تسببوا بها بسيطرتهم بقوة السلاح على أراضي الفلسطينيين» ثم مصادرتها من خلال سن قوانين خاصة لتهويد المناطق العربية وزرعها بمئات المستوطنات والمهاجرين اليهود إلى إسرائيل. وأضاف أن مشاركة الجيل الناشئ من الفلسطينيين في هذه المسيرة هي الرد على مراهنة الحركة الصهيونية على أن الأبناء ينسون بعد أن يموت الآباء. واعتبر رئيس «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» محمد زيدان المسيرة تشديداً على تشبث الفلسطينيين بأرضهم وترجمة للواقع الفلسطيني «بأننا لن ننسى وطننا والمذابح والمجازر التي ارتكبت بحق شعبنا». على صلة، أفادت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» أن آلاف المستوطنين يتقدمهم عدد من «الحاخامات» واصلوا أمس تدنيس حائط البراق وجواره، وذلك احتفاءً ب «الاستقلال» في الذكرى ال65 للنكبة الفلسطينية. وأردفت أن حوالى 3000 من المستوطنين يتقدمهم عدد من أعضاء الكنيست من حزب «البيت اليهودي» وغيرهم تجمعوا ليل الإثنين – الثلثاء في باحة حائط البراق (حائط المبكى لدى اليهود) ونظموا شعائر تلمودية ومراسم احتفالية. وأكدت «مؤسسة الأقصى» أن حائط البراق هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى له قدسيته الثابتة والمتواصلة، وأن كل إجراءات الاحتلال التي تتصاعد كل يوم بحق حائط البراق وكل المنطقة المجاورة ومحاولة تكريس تهويدها لن تستطيع طمس المعالم الإسلامية وتغييبها، وسيظل المسجد الأقصى وكل مَرافقه أقوى من أساليب الاحتلال التهويدية، وأن الحق الإسلامي سيتغلّب في النهاية على التزييف الصهيوني التلمودي.