شارك الآلاف من فلسطينيي ال 1948 في «مسيرة العودة» التي تنظمها «جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين» إلى قرى مهجرة للعام ال 16 على التوالي، علماً ان المسيرة تزامنت مع احتفالات إسرائيل باستقلالها، وحملت عنوان «يوم استقلالهم، يوم نكبتنا». وتوجهت المسيرة أمس إلى قريتي كويكات وعمقا في قضاء عكا التي لم يبق فيهما سوى بعض المعالم التي تشير إلى تاريخها الفلسطيني، وذلك بعد أن هدمتهما سلطات الاحتلال كما فعلت بأكثر من 500 بلدة فلسطينية أخرى وشردت أهلها. وحمل المتظاهرون أعلاماً سوداء وأعلام فلسطين ولافتات كتبت عليها أسماء مئات البلدات التي هدمت وهُجِّر أهلها. ورفع بعض المسنين من لاجئي الداخل أو أبنائهم مفاتيح بيوتهم التي تحولت ركاماً وبنيت فوقها مئات المستوطنات، كما رفعت لافتات تحذر من مخططات الحكومة الإسرائيلية من اقتلاع أهالي النقب من البدو من أرضهم بهدف تهويدها، وأخرى تندد بسلسلة القوانين التي شرّعها الكنيست للنيل من المواطنين العرب. واختتمت المسيرة التي شارك فيها قادة الأحزاب السياسية العربية في الداخل على مشاربهم كافة، بمهرجان سياسي وثقافيّ تراثيّ أكد تمسك الفلسطينيين بحق العودة ورفض المساومة حوله. بموازاة ذلك، احتفل الإسرائيليون بالذكرى السنوية ال 64 (في الخامس من أيار العبري من كل عام) لإقامة دولتهم بالخروج إلى أحضان الطبيعة وباحتفالات رسمية شارك فيها سدنة الدولة الذين أطلقوا تصريحات تباهت أساساً بالجيش الإسرائيلي وقدراته، فيما قام سرب من الطائرات الحربية باستعراض في سماء تل أبيب. وحذر رئيس الدولة شمعون بيريز «كل من يهدد إسرائيل» من العودة الى أخطاء الماضي، وقال: «إنكم تهددوننا من خلال شهيّة لاحتلالنا، بينما نحن ندافع عن أنفسنا من خلال طموحنا للسلام، والحروب التي لم تبادر إليها إسرائيل حققت لنا إنجازات لم نتوقعها، بينما تسببت خسائر للمهاجمين لم يتوقعوا تكبدها». من جهته، هنّأ وزير التعليم القطب في حزب «ليكود» الحاكم جدعون ساعر رئيس حكومته بنيامين نتانياهو «الذي قدم ل 1200 (مستوطن) إسرائيلي وللشعب الإسرائيلي بأسره هدية ثمينة في يوم استقلال إسرائيل تمثلت بشرعنة ثلاث بؤر استيطانية (في الضفة الغربيةالمحتلة)، ليعيد لنا بذلك حق أجدادنا وهو حق ندمجه مع حق الشعب الإسرائيلي بأن ينعم بأمن قومي».