أحياناً تحتاج إلى ضربة مؤلمة تعيدك لواقعك، لترى في أي موقع تقف بعد أن غيبت العاطفة ملامح الطريق، وأخفت عيوبه، وربما يأتي يوم تضطر إلى بتر جزء منك حتى تتعافى، فتضحي به على رغم حبه وأهميته، لأجل حياة صحية أفضل خالية من المنغصات والأوجاع المتكررة، هذا بالتأكيد ما قامت به إدارة نادي الاتحاد مع «محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر»، وهم الثلاثي الذي وصفه كانيدا لاحقاً بمرضٍ عضالٍ يقف حجر عثرة أمام تجديد شباب الاتحاد وإعادة توهجه، وهو ما يمكن أن يسمى «البعد المحمود عواقبه»، وأحد الأسباب ليتعافى الكيان الكبير، ويبرأ مما اعترى جسده من علل ظلت تعالج بالمسكنات طوال أعوام الضياع الاتحادي التي ودع معها الفرح، وانقلبت البسمة على شفاه جماهيره عبوساً وأسئلة حائرة، لم تجد أية إجابة غير وعود في أثر، وعود جرت معها مزيداً من الخيبات، وكانت النهاية هذا الموسم مخيبة حد الألم، وذرف الدموع في كل مباراة، عندما قبع العميد بتاريخه الشامخ وحيداً فريداً في المركز السابع، وهو ما استلزم مبضع الجراح المؤلم في أجرأ قرار يمكن أن تتخذه إدارة نادٍ سعودي ظل أسير بضعة أشخاص، يعتقدون أنهم وحدهم من يحبه ويخاف عليه، ويعمل لأجله، والحقيقة أنهم هم من أوصله إلى هذه الحال. التغيير سمة العصر، والتجديد حياة أخرى، ولكن هناك من يكون هذا التغيير ضد مصالحه فيكابر، ويعمل جهده أن يبقي الوضع على حاله، وقد حدث ذلك في عهد إدارات الاتحاد السابقة التي كانت تخشى «سطوة بعض اللاعبين»، وتخشى الاحتكاك بهم حتى لو أخطأوا، وتقف بعيداً عند حدوث أي تجاوز منهم أو خروج عن النص مخافة أن يؤدي الاصطدام بهم إلى زعزعة الاستقرار، ذلك لأنها تعلم أنهم هم من يحرك الفوضاء فيه أو يبعث على الهدوء. مدربون غادروا وفي أنفسهم شيء مما يحدث، وأستغرب كيف صمتوا، وأخفوا عن جماهير الاتحاد، ما يدور خلف الأسوار، حتى كانيدا كان في فمه ماء، ولم يستطع الكلام إلا بعد قرار الإدارة منح إجازة مفتوحة للثلاثي، على رغم أن خروجه من النادي من دون مصافحة كابتن الفريق كشف كثيراً من معالم ما حاول الإعلام الموالي إخفاءه. هم يقولون إن التوقيت سيء، وإن الأساطير التي بنت مجد الاتحاد لا يجب أن تخرج بهذه الطريقة، ويروجون لأثر ذلك، وأنه قد يكون سبباً في التعجيل بسقوط إدارة محمد الفايز، لكن ذلك لن يحدث، بل العكس ستكون أول خطوات تصحيح تأخرت كثيراً، التي ستضمن فرض شخصية الإدارات اللاحقة على جميع اللاعبين من دون استثناء أو تمييز، وستكشف الأيام أن الاتحاد هو الفائز من قرار محمد الفايز. [email protected] Qmonira@