في إطار البحث عن كواكب سيّارة خارج النظام الشمسي تكون شبيهة بالأرض، أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التلسكوب الفضائي «كبلر» مطلع الربيع الفائت، من قاعدة سلاح الجو في فلوريدا. وما ان فتح «كبلر» مدخل الضوء الى عدساته في 8 نيسان (إبريل) 2009 حتى بدأ يلتقط صوراً عالية الدقة، بكاميرا رقمية بقوة 95 ميغابيكسيل، لمنطقة محدّدة من السماء قرر العلماء أنها تصلح لتكون نقطة انطلاق للبحث عن كواكب سيّارة في الكون. تقع هذه المنطقة قرب المجموعتين الفلكيتين «سيغنوس» Cygnus (وترجمتها «البجعة») و «ليرا» Lyra (وترجمتها «القيثارة»). وتضم 4.5 مليون نجم. والمعلوم أن النجوم هي شموس، والناظر إلى مجموعتنا الفلكية من الخارج، يرى الشمس نجماً تدور حوله مجموعة من الكواكب السيّارة، منها الأرض. واختار فلكيّو وكالة «ناسا» مئة ألف نجم في المنطقة المشار إليها، معتبرين أنها تصلح لأن تكون شموساً تدور حولها كواكب سيّارة. وتستمرّ مهمة «كبلر» ثلاث سنوات ونصف السنة. ويتوقع الفلكيون ان يتمكن «كبلر»، الذي ينظر إليه كصياد للكواكب السيّارة الكونية، من اكتشاف المئات منها. وقد بدأ «كبلر» نجاحاته بالتعرّف على الغلاف الجوي لكوكب سيّار عملاق الحجم، مثل المشترى في مجموعتنا الشمسية، يتألف من كتل ضخمة من الغازات، ويحمل اسم «اتش ايه تي - بي - 7» الغازي ويبعد حوالى 1000 سنة ضوئية من الأرض. وأثبت هذا الأمر قدرة التلسكوب وكفاءاته تكنولوجياً. والمعروف ان هذا الكوكب الأكبر يدور حول نجمه دورة كل 2.2 يوم، على مسافة أقصر من مدار الأرض حول الشمس ب 26 مرة! وقبل اطلاق «كبلر»، اكتشف علماء الفلك قرابة 350 كوكباً سيّاراً خارج المجموعة الشمسية، ومعظمها أجرام عملاقة تشبه المشتري بل تفوقه كتلةً وحجماً. ويعتبر «كبلر» المشروع الأول الذي بإمكانه التعرّف على كواكب سيّارة شبيهة بالأرض تدور حول نجومها، خصوصاً عندما تكون في مدار يؤهل ذلك الكوكب لاستضافة بعض الأشكال الحيّة. ويطلق العلماء على ذلك النوع من المدار اسم «المنطقة القابلة للسكن»، ويسميها بعضهم «منطقة جدائل الذهب».