خفضت وكالة الطاقة الدولية أمس توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام، لتصبح ثالث منظمة عالمية تتوقع ضعف استهلاك النفط بسبب النمو الاقتصادي الهزيل. وتتوقع الوكالة ارتفاع الاستهلاك العالمي للنفط 795 ألف برميل يومياً هذا العام، ما يقل 25 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة، إذ «في شكل عام تشير التوقعات إلى ضعف الطلب قليلاًً في 2013 مقارنة بتقرير الشهر الماضي». والخفض هو الثالث على التوالي في 2013، وجاء بعد خطوات مماثلة من «إدارة معلومات الطاقة» الحكومية الأميركية و «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك). كما قلصت الوكالة توقعاتها لإمدادات النفط من دول خارج «أوبك» هذا العام للمرة الأولى في غضون أشهر عدة، وأشارت إلى أن تدهور الأمن في ليبيا وسرقة النفط من خطوط أنابيب في نيجيريا ساهما في تراجع إنتاج «أوبك» الشهر الماضي. ولفتت الوكالة إلى أن «هناك مؤشرات إلى أن جزءاً من الانحسار الأخير في ضغوط الأسعار التصاعدية قد يكون قصير الأجل نسبياً (...) ولا تزال الأخطار التي تحيق بالمعروض النفطي متزايدة». وفي ما يتعلق بنمو الطلب على النفط في العام الحالي، قدمت الوكالة توقعات أقل من «أوبك» و «إدارة الطاقة الأميركية». إلى ذلك، لفتت مصادر مطلعة إلى أن كوريا الجنوبية ربما تصبح ثاني مشترٍ رئيس للخام الإيراني يواجه توقفاً في وارداته النفطية في وقت تعمل شركات التأمين على توسيع نطاق العقوبات الغربية لتمتد إلى المصافي. وينتقل التركيز الآن إلى المصافي التي تعالج النفط إذ تخشى شركات التأمين الوقوع تحت طائلة العقوبات. ويواجه أصحاب شركات التكرير التي تعمل من دون تأمين، أخطاراً مالية كبيرة. وأفاد مصدر مطلع بأن «هيونداي أويل بنك»، إحدى شركتي تكرير النفط الإيراني في كوريا الجنوبية، كافحت لإيجاد شركات إعادة تأمين على استعداد لتوفير غطاء تأميني لها من جديد أواخر العام الماضي. وأشار المصدر، وهو موظف بشركة «كوريان ري» لإعادة التأمين، إلى «أنها ليست مشكلة تتعلق بزيادة السعر، حتى وإن حصلت شركات إعادة التأمين الغربية على سعر أكبر لتغطية الخام الإيراني، فإن هذه السياسة محظورة» لافتاً إلى أن أكبر شركتين لإعادة التأمين في العالم، «ميونيخ ري» و «سويس ري»، لا تريدان تغطية الخام الإيراني خشية انتهاك العقوبات. عقد ضخم في أبو ظبي في سياق آخر، أعلنت شركة «بتروفاك» للخدمات النفطية في بيان أنها فازت مع مجموعة شركات بعقد قيمته 3.7 بليون دولار في أبو ظبي. وجاء في البيان أن «حصة بتروفاك الإمارات من العقد تقدر ب2.9 بليون دولار». وانتظر مستثمرو «بتروفاك» طويلاً ليشهدوا فوزها بعقود جديدة بعدما أثارت مخاوف في شباط (فبراير) حينما لم تحدد أرباحاً سنوية مستهدفة كما كانت تفعل دائماً. وارتفع سهم بتروفاك 1.75 في المئة إلى 1455.5 بنس على مؤشر «فايننشال تايمز 100» في بورصة لندن. وفازت «بتروفاك»، التي تصمم وتبني منشآت البنية التحتية للنفط والغاز وتستثمر أيضاً مع شركات النفط في الحقول النفطية، بعقد آخر في أبو ظبي قيمته 500 مليون دولار، في وقت سابق في نيسان (أبريل). إلى ذلك، تراجعت أسعار العقود الآجلة لمزيج «برنت» إلى ما دون 106 دولارات للبرميل إذ خفضت منظمتان رئيسيتان توقعاتهما لنمو الطلب العالمي على النفط، كما تأثرت الأسعار بارتفاع مخزون النفط في الولاياتالمتحدة. ونزلت عقود «برنت» 23 سنتاً إلى 105.56 دولار للبرميل، وكانت بلغت 103.40 دولار في أدنى مستوى منذ تموز (يوليو) بسبب بيانات الوظائف الأميركية المخيبة للآمال. وتراجعت عقود الخام الأميركي الخفيف 27 سنتاً إلى 94.37 دولار بعد ثلاث جلسات متتالية من المكاسب. في السياق ذاته، أكدت مصادر تجارية أن الكويت حددت سعر البيع الرسمي لنفطها الخام لعقود أيار (مايو) إلى المشترين الآسيويين عند مستوى يزيد خمسة سنتات على متوسط أسعار خامَي «عمان» و «دبي»، أي بزيادة مقدارها 1.20 دولار قياساً إلى الشهر السابق. وكان سعر البيع الرسمي لعقود نيسان تحدد عند مستوى يقل 1.15 دولار عن متوسط أسعار «عمان» و «دبي».