إتفق أعضاء «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أمس على إبقاء المستوى المستهدف لإنتاجها النفطي عند 30 مليون برميل يومياً، وأبقت المنظمة أمينها العام عبدالله البدري في منصبه سنة أخرى. وأوضح وزير النفط السعودي علي النعيمي، بعد اجتماع ل «أوبك» في فيينا أمس أن المنظمة ستعقد إجتماعها التالي في 31 أيار (مايو) المقبل. وأكد مندوبون في المنظمة أنها أعادت تعيين الليبي عبدالله البدري، في منصب الأمين العام لمدة سنة حتى نهاية 2013. وأخفق الوزراء خلال الإجتماع في الاتفاق بالإجماع على أي من المرشحين العراقي، تامر الغضبان، والسعودي، ماجد المنيف، بعدما سحبت إيران مرشحها لدعم الغضبان. وفي المواقف التي أعلنها وزراء، لفت موقف وزير النفط الإماراتي، محمد بن ظاعن الهاملي الذي قال: «يجب أن تعمل أوبك على تعزيز جاذبية نفطها في مواجهة إمدادات النفط الصخري من الولاياتالمتحدة». وأضاف: «النفط الصخري الأميركي قضية كبيرة». وأشار وزير النفط الليبي عبدالباري العروسي في حديث إلى «الحياة»، إن «ليبيا تنتج 1.5 مليون برميل يومياً مستعيدة مستوى الإنتاج قبل الحرب، وان شركات النفط الأميركية عادت اليها بعد تردد لأسباب أمنية، ونعمل على مراجعة بعض العقود النفطية الموقعة في عهد القذافي». إلى ذلك، رأى وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي، أن «أوبك» تنتج النفط بمعدلات أعلى قليلاً من اللازم في ضوء تراجع الطلب وارتفاع مستوى المخزون. وشدّد مندوب العراق لدى «أوبك» فلاح العامري على ضرورة أن يتحمّل منتجون آخرون من المنظمة عبء خفض الإنتاج إذا كانت هناك حاجة لتقليص المعروض. وتابع: «العراق لن يخفض إنتاجه قط... على بعض الدول التي رفعت إنتاجها في العامين الماضيين أن تفعل ذلك، إنها مسألة سيادية ولا تتعلق بأوبك.» وشددت إيران على أنها تفضل خفض المستوى المستهدف لإنتاج «أوبك» إلى 28 مليون برميل يومياً، لكن يرضيها حالياً الإبقاء عليه عند مستوى 30 مليون برميل يومياً. وأعلنت وزيرة النفط النيجيرية ديزاني أليسون مادوكي، أن بلدها ينتج نحو 2.4 إلى 2.5 مليون برميل يومياً، وتوقعت تحقيق المستوى ذاته في العام المقبل، لافتة الى إن الانتاج تعافى ويتوقع أن يظل عند المستويات الحالية. وكالة الطاقة على صعيد آخر، قدّرت «وكالة الطاقة الدولية» نمو الطلب العالمي على النفط في 2013 بواقع 865 ألف برميل يومياً بزيادة 110 آلاف برميل يومياً على تقريرها السابق، ما يرفع الإستهلاك إلى متوسط 90.52 مليون برميل يومياً. وجاء في تقريرها الشهري «من المتوقع أن يظل نمو الطلب العالمي بطيئاً نسبياً في 2013 مع استمرار توقع ضعف النمو الإقتصادي العالمي.» ومن ناحية المعروض أشارت الوكالة إلى نمو هائل للإنتاج الأميركي بفضل طفرة النفط الصخري، ما سيكون أحد أهم التطورات في السوق في 2013. وأوضحت الوكالة أن الولاياتالمتحدة ستساهم بنسبة كبيرة في زيادة إجمالية في إنتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك» قدرها 890 ألف برميل يومياً ليصل إلى 54.2 مليون برميل يومياً في 2013. وأضافت الوكالة أنها لم تغير توقعاتها للطلب على نفط «أوبك» عام 2013 عن 29.9 مليون برميل يومياً أي أنه يقل كثيراً عن الإنتاج الحالي للمنظمة الذي بلغ 31.22 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر). وتابعت: «أسعار العقود الآجلة لخام برنت في صدد تجاوز المستويات القياسية لعام 2011، مدعومة بتزايد الأخطار السياسية في بلدان منتجة رئيسة سواء في أوبك أو خارجها». وأشارت الوكالة أيضاً إلى أنها تعتقد أن الإنتاج الإيراني تراجع في تشرين الثاني بواقع 20 ألف برميل يومياً إلى 2.70 مليون برميل يومياً وإن بيانات ملاحية أولية أشارت إلى أن الأحجام قد تتراجع أيضاً في كانون الأول بسبب العقوبات الدولية. الاسعار في تطورات الأسعار، إرتفع سعر خام «برنت» دولاراًً إلى 109.01 دولار مع استفادة الأصول العالية الأخطار من توقعات السوق بأن يكشف مجلس الإحتياط الفيديرالي عن حوافز مالية جديدة. واستقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي في آسيا دون 86 دولاراً للبرميل، وانخفضت في عقود الخام الخفيف تسليم كانون الثاني (يناير) في التعاملات الإلكترونية لبورصة «نايمكس»، ثلاثة سنتات إلى 85.76 دولار للبرميل. وأعلنت مصادر في قطاع النفط العراقي أن العراق حظر على شركة «ترافيغورا»، المشاركة في مناقصات المنتجات النفطية بعدما اشترت نفطاً كردي المنشأ، ما يبرز أخطار التعامل التجاري مع أربيل وبغداد. وأكدت مصادر ملاحية أن الشركة كانت تنوي تحميل شحنة أخرى من المكثفات الكردية مطلع الأسبوع.