كشفت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة في وادي جرف جنوبالسويس عن ميناء شيد قبل 4500 عام، يعتبر أقدم ميناء مصري على شواطئ البحر الأحمر، بحسب ما أعلنت سلطات الآثار المصرية. وقال وزير الدولة لشؤون الآثار محمد ابراهيم: «أن الميناء يعود إلى عصر الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر (2574- 2550 قبل الميلاد)». وحققت البعثة كشفاً آخر لا يقل أهمية بعثورها على 40 بردية مكتوبة باللغة الهيروغليفية تسجل تفاصيل الحياة اليومية للمصريين يؤرخ بعضها بالعام السابع والعشرين من حكم الملك خوفو. وأشار ابراهيم إلى أن: «الميناء الذي كشفت عنه البعثة المصرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار السويس يعد من أهم المواني في مصر القديمة إذ انطلقت منه الرحلات البحرية لنقل النحاس والمعادن من سيناء إلى وادي النيل». وعثرت البعثة أيضاً على مجموعة من المراسي الحجرية يظهر عليها مكان وضع الحبال التي كانت تستخدم في ربط السفن داخل الميناء التي يحدها رصيف بطول 180 متراً وعرض 120 متراً. وأكد ابراهيم أن: «البرديات المكتشفة تعد من أقدم البرديات التي تم الكشف عنها حتى الآن وأهمية الكشف عن مثل هذه البرديات تكمن فيما تعكسه من تفاصيل للحياة اليومية في هذا العصر حيث تتضمن تقارير شهرية تسجل عدد العاملين بالميناء وكل ما يخص تفاصيلهم الحياتية». وتم نقل البرديات إلى متحف السويس فور الكشف عنها تمهيداً لدارستها وتسجيل المعلومات التي تتضمنها. وقال رئيس البعثة الأثرية العالم الفرنسي بايير تاليه أنه: «من المتوقع أن البرديات تحتاج إلى تدقيق في دارسة ما تحمله من تفاصيل ومعلومات حيث يتوقع أن تضفي المزيد من المعلومات عن هذه الفترة الزمنية كما تعكس بنسبة كبيرة طبيعة حياة المصري القديم في تلك الفترة وما كان ينعم به من حقوق وما عليه من واجبات». وأعلن رئيس قطاع الآثار الفرعونية في المجلس الأعلى للآثار عادل حسين إن: «البعثة كشفت أيضاً على مساكن كانت مخصصة للعمال آنذاك، الأمر الذي يوضح أهمية هذا المكان من الناحية التجارية بحراً وبراً إلى جانب الكشف عن ثلاثين مغارة بالإضافة إلى الكتل الحجرية التي كانت تستخدم لإغلاقها». وأوضح حسين أن: «الكتل الحجرية التي كانت تسخدم في إغلاق المغارات حملت كتابات بالمداد الأحمر بها اسم الملك خوفو إلى جانب مجموعة من الأدوات الحجرية التي كان تستخدم في حفر الصخور وبقايا الأخشاب المتفحمة وأخشاب سليمة وبعض الحبال المستخدمة في السفن».