لليوم الثاني على التوالي تتوغل آليات عسكرية اسرائيلية في شرق خان يونس قرب الحدود مع اسرائيل في جنوب قطاع غزة وتقوم بأعمال تجريف، فيما اظهر استطلاع للرأي تراجعاً في دعم الرأي العام الفلسطيني لحركة «حماس» وعمليات إطلاق الصواريخ على اسرائيل، بعد ان كان هذا الدعم تضاعف عقب العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس». وأفاد شهود فلسطينيون ان «عدداً من الدبابات الاسرائيلية ترافق جرافات عسكرية توغلت لمسافة اكثر من مئتي متر في عمق الاراضي الزراعية الفلسطينية في شرق خان يونس قرب الحدود مع اسرائيل في جنوب قطاع غزة، وتقوم بأعمال تجريف فيها». وأضاف الشهود ان الطيران الحربي الاسرائيلي كان يحلق في السماء اثناء عملية التوغل. وكان الجيش الاسرائيلي توغل امس في نفس المنطقة وقام بعملية تجريف في الاراضي الزراعية. إلى ذلك، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال الأسير الفلسطيني ثائر حلاحلة الذي أطلق سراحه في حزيران (يونيو) الماضي بعد إضراب عن الطعام استمر 76 يوماً، بحسب ما أعلنت مصادر في وزارة الأسرى الفلسطينية. وأكد الجيش الإسرائيلي اعتقال حلاحلة. ومن جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان أن محكمة إسرائيلية قررت تمديد اعتقال حلاحلة 12 يوماً. وأشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية «اعتدت على حلاحلة متسببة له بجروح ورضوض في وجهه وقدمه». ونفذ ثائر حلاحلة ومعتقل آخر هو بلال ذياب إضراباً طويلاً عن الطعام العام الماضي استمر 76 يوماً احتجاجاً على اعتقالهما الإداري بعد اتهمامهما بالانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي. وبحسب القانون الإسرائيلي الموروث عن الانتداب البريطاني، بالإمكان وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال الإداري من دون توجيه الاتهام له لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد لفترات غير محددة. في غضون ذلك، كشف استطلاع نشره مركز القدس للاعلام والاتصال الاربعاء ان نحو ثلثي المستطلعين (65.1 في المئة) يدعمون موقف القيادة الفلسطينية بعدم استئناف مفاوضات السلام مع الاسرائيليين من دون تجميد الاستيطان. وفي حال اجراء انتخابات فان 42.6 في المئة سيصوتون لحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس محمود عباس والتي تسيطر على الضفة الغربية، بينما سيصوت 20.6 في المئة لحركة «حماس» ما يعكس تراجعاً في شعبية الحركة الاسلامية مقارنة بآخر استطلاع جرى في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد نهاية العملية العسكرية الاسرائيلية ضد القطاع. وتراجع الدعم «للمقاومة المسلحة» التي تدعو لها حركة «حماس»، حيث رأى 38.4 في المئة من المستطلعين بأن اطلاق الصواريخ على اسرائيل يخدم المصالح الفلسطينية مقابل 74 في المئة في الاستطلاع الماضي، بينما أعرب 31.1 في المئة عن دعمهم للعمليات العسكرية ضد الاهداف الاسرائيلية. وفي هذا السياق فإن 36.8 في المئة ما زالوا يعتقدون بأن مفاوضات السلام هي افضل طريقة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية، وزادت نسبة المؤيدين للمقاومة الشعبية «غير العنيفة» لتصبح 30.4 في المئة. وفي المقابل، فإن الغالبية تنتقد التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، حيث أشار 59.2 في المئة من المستطلعين ان التنسيق الامني غير مفيد للفلسطينيين مقابل 33.8 في المئة كان لهم رأي مخالف، بينما يريد 55.4 في المئة منهم وقف التنسيق الامني. وأجري الاستطلاع على عينة تمثيلية من 1179 شخصاً في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة ما بين 27 و31 آذار (مارس) مع هامش خطأ بنسبة 3 في المئة.