لم تكتفِ قناة «العربية» بما تقدمه من برامج على شاشتها من أخبار عاجلة ونشرات تفصيلية للأوضاع العربية، بل اتجهت إلى الإنترنت، من خلال مشروع «العربية بودكاست»، الذي يقدم خمسة برامج ذات أفكار سعودية عربية، وإنتاجاً أعلى جودة مما يعرض في سوق البودكاست. ومنحت برامج «العربية بودكاست» لعدد من العاملين في «العربية» فرصة الظهور في شكل كوميدي بعيداً من الرسميات، إذ يتناولون قضايا في شكل ساخر، من دون تجاوز الخطوط الحمر أو إهمال الحلول العاجلة. يقول مدير وحدة «العربية بودكاست» محمد جمال ل «الحياة»: «تعتمد فكرة «العربية بودكاست» على تقديم محتوى جيد ومتنوع، بأسلوب إنتاج يُثري المحتوى العربي على الإنترنت. فرواد الشبكة العنكبوتية، خصوصاً الذين فضلوا الإعلام المُجتَمَعي على التقليدي، لم يعد يثري شغفهم كل ما يُقدَّم لهم، وبحثهم عن الطُرفة والمتعة والمعلومة لا ينتهي، وبهذا فكَّرت «العربية» ملياً قبل أن تتخذ هذه الخطوة». ويضيف أن «العربية بودكاست» تقدم برامج عدة وليس برنامجاً واحداً، «انطلقنا بخمسة برامج متنوعة، أحدها سياسي ساخر، والبقية تتنوع بين الفن والثقافة، بأسلوب راعينا فيه البساطة والطُرفة، وكل برنامج سيُبث لشهرين بمعدل حلقة أسبوعياً، وتستمر البرامج أو تتغير وفق رأي المشاهد». ويشير الى أن قناة «العربية» اتجهت إلى هذا النوع من الإعلام بعد ملاحظتها الإقبال المتسارع للشباب على الإنترنت، وبرامج الفيديو تحديداً، وبُعد الجيل الجديد نسبياً عن الشاشة. «أردنا أن نقدم محتوى غنياً مختلفاً لهذه الفئة العريضة من المجتمعات العربية، بأسلوب يركز على جودة المضمون والصورة، وبتنوع يُلبي كل الرغبات». وأشار جمال إلى أن الفكرة بدأ العمل بها منذ عام، «ودرسنا فيها السوق، وحللنا الرغبات وتوجهات الشرائح المستهدفة». ويتابع: «نجاح شباب «يوتيوب» هو نجاح للوسط الذي نتشارك في استخدامه. في التلفزيون - على سبيل المثال - لا يستطيع شخص أن يشاهد برنامجين في الوقت ذاته، بينما الذي يميّز الإعلام على الإنترنت أنك لن تجد جهة تملك حصراً فئة معينة من الجمهور، فمتى ما قدمت ما عندك، وسوّقت ما تقدمه جيداً، ستصل للمتلقي، الذي سيشاهدك ويشاهد بعدها غيرك، ويبقى هو الحَكم». ورأى أن أصداء التجربة حتى الآن ممتازة، على رغم قصر عمرها. وقال مقدم برنامج «العربية Bla Bla Bla» أحمد السهيمي ل «الحياة»، إن التجربة لا تزال في بدايتها، ولا يمكن تقويمها في شكل عادل إلا بعد نهاية الدورة البرامجية، «لكنني متفائل جداً، خصوصاً أن الانطباعات التي وصلتني حتى هذه اللحظة مشجّعة»، لافتاً إلى أن البرنامج يحمل رسالة تقديم الثقافة السعودية للعالم، وشرح مشكلات العالم باللهجة المحلية السعودية، إضافة إلى رسم البهجة على وجوه المتابعين. وأضاف: «تعلمنا من الحلقتين الماضيتين أن نستمر بالأسلوب التحريري الخاص للبرنامج والتلقائية والعفوية. هذه العناصر كانت أبرز المميزات التي أشار إليها المتابعون. كما أن هناك في المقابل فئة لم يعجبها التعرض لشخصية أمير المؤمنين والمسيحيين، واعتبرت ذلك «لقافة»، وأعدها بتناول شخصيات سياسية منتخبة في العالم». وأوضح أن البرنامج يتطلب درجة معينة من «خفة الدم»، مشيراً إلى أنه بني على تحليل الأحداث السياسية في العالم كله، باستثناء السعودية، وليس هناك برنامج عربي عبر «اليوتيوب» مثل هذا، «ولذلك حرصنا على الاستمرار في خطنا العالمي، لأن العالم أكبر من السعودية، لكنّ السعودية في قلوبنا أكبر من العالم». وعن المدة التي استغرقها تصوير الحلقات، قال: «استغرق تصوير الحلقة نحو ست جلسات، كل جلسة تصل مدتها إلى ثلاث ساعات»، لافتاً إلى أن فكرة المشروع تجمع بين قدراته الأدائية وعمله الصحافي، «فجمعت بينهما عبر هذا المشروع، ولاقى استحسان أصدقائي».