دافع الأديب عبدالله الشهيل الذي أدار ندوة «التنوير في الوطن العربي وإخفاق النهضة» عن تنويرية حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، معتبراً أنها كانت ضرورة عصرية في عصر امتلأ بالبدع والشعوذة. وقال الشهيل: «هذه الدعوة كانت ضرورة، وكانت نجد عبارة عن تجمعات قبلية، واجتمعت في دولة سعودية واحدة بأطوار ثلاثة، ومحمد بن عبدالوهاب قدم دولة حديثة، ولبيئته قدم الكثير، وما توصل إليه هو شيء جميل، وهو حرر الإنسان في الجزيرة من البدع والشعوذة». وقال الباحث يوسف مكي، أحد المشاركين في الندوة: «عندما نتكلم عن التنوير العربي، يتبادر إلى الذهن أننا نتكلم عن شيء يقارب عصر النهضة في أوروبا، مع أن الفارق بين النوعين كبير، فالواقع العربي مختلف جداً، فليست هناك ثورات، إذ قمعت في مهدها، وهي ضد الاستبداد في بعض أطرافها، وهي على النقيض من التنوير الأوروبي، ولكن هنا تداخل الموروث بالحداثة». ورأى مكي أن القوى التي كانت من المفترض أن تكون صانعة للتاريخ لم تكن قابلة للعمل، «ولنا أمثلة مثل سايسبيكوا، والاستعاضة عن الاستقلال بالوصاية، والنتيجة أن المشهد كان مروعاً، ولم يكن هناك فكر حقيقي، ولم يكن هناك عصر أنوار حقيقي، ولم يكن هناك استخدام حقيقي للشعارات مثل كتاب الكواكبي عن طبائع الاستبداد، وكانت لدينا معضلة وضع عناصر النهضة مكان التهمة مثل وضع الحرية كشبهة وقت الاستقلال، وبعد الربيع العربي بدلاً من التحدث عن النهضة والتنوير، بدأنا نتحدث عن إرجاع الموروث الإسلامي وتطبيقه على العصر الحالي». فيما عرف المفكر اللبناني علي حرب، المشارك أيضاً في الندوة نفسها، التنوير بتعريف الفكر الفرنسي بأنه التفكير من غير وصاية، مضيفاً أن الأزمة في العالم العربي دائمة ومتلاحقة، «والأسئلة تطاول الحداثة بكل أنواعها وأزماتها، ويصح النقد على معسكر الدين في شكل مضاعف، وتحولت الصحوة إلى عتمة». ورأى أننا ورثنا من الاستعمار ديموقراطية ناشئة، وتحولنا إلى دول وراثية، فإن لم ننجح في كل هذه الامتحانات، فإن الخلل في الأفكار والعقول، والحرب بين العرب وإسرائيل أقل شراسة من الحرب بين العرب وبعضهم، ولا بد أن نفكر بطريقة مختلفة، ولكن لا تكون أحادية أو مغلقة أو أصولية».