أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام، أن «قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة»، في وقت واصل أمس استقبال المهنئين في دارة العائلة في المصيطبة، وأبرزهم السفيران الإيراني غضنفر ركن آبادي والروسي ألكسندر زاسبكين. وقال سلام في حديث إلى محطة «بي بي سي»، إن السفير الإيراني نقل إليه رسالة من القيادة الإيرانية تتمنى له فيها النجاح في مهمته تأليف الحكومة، وتؤكد الحرص على المقاومة. وعما إذا كانت إيران ربطت بين تسهيل مهمته والحرص على «حزب الله»، قال سلام إن «موقف ايران ليس خافياً على أحد»، مشدداً على أن «المقاومة ضد إسرائيل مشروعة، لكن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية، وأي استخدام للسلاح في الداخل يجب وضع حد له». وأكد أنه رئيس مكلف ويتواصل مع الجميع. وقال: «وتلقيت أيضاً رسالة دعم من روسيا، نقلها السفير الروسي». ونفى أن يكون حصل أي اتصال مع السفير السوري علي عبدالكريم علي. وتحدث سلام عن «توافق دولي وإقليمي لمساعدة لبنان في هذه المرحلة، وعن تأثيرات إقليمية ودولية وراء الإجماع على تسميته»، معرباً عن أمله في أن «ينسحب هذا الإجماع على مهمة تأليف الحكومة التي تنحصر مهمتها بالانتخابات». ونفى أن «يكون ينحى منحى الكيدية السياسية في التعاطي مع تشكيل الحكومة الجديدة»، وقال: «لبنان مكون من مشارب عدة والصراع السياسي أمر مشروع في إطار المؤسسات». وأشار إلى أن «الأمور ليس ممهدة» من ناحية التأليف، آملاً ب «أن تعي كل القوى السياسية الظرف الدقيق والحرج على وقع التطورات في سورية والمنطقة التي تحتم توحيد الموقف». ورفض الخوض في تفاصيل شكل حكومته وحجمها «بانتظار الاستشارات». وكان السفير الإيراني أعلن بعد لقائه سلام دعم إيران استقرار لبنان، وقال: «لا نتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، بل نركز على المعايير الأساسية المهمة، وهي تأكيد تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار واستتباب الأمن وتوحيد الجهود والطاقات والمواقف للوجود في وجه الاحتلال الإسرائيلي». أما السفير الروسي، فشدد على ضرورة «مواصلة تحييد لبنان عما يجري في الأراضي السورية، وعدم استخدام الأراضي لتهريب السلاح وتدفق المقاتلين في كل الاتجاهات». وقال: «نرى في هذه الظروف الصعبة تلاحم المجتمع اللبناني وإمكان التقدم إلى الأمام حلاًّ للمواضيع الداخلية، بما في ذلك إجراء الانتخابات». واستقبل سلام حشداً من الشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية المهنئة، ومنها وزير الثقافة غابي ليون، الذي نقل إليه تحيات رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، وشدد على ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية. كما استقبل النائب نهاد المشنوق، الذي رأى أن «سلام فتح الباب أمام كل الصيغ المنطقية العاقلة»، مشيراً إلى أن «الجميع سيكونون متعاونين».