اطلع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية الرئيس فؤاد السنيورة من السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي في حضور الوزير السابق محمد شطح وعلى مدى ساعة ونصف الساعة، على «مبادرة بلاده للحل في سورية». وقال ركن ابادي بعد اللقاء: «تندرج هذه الزيارة في إطار التشاور المستمر مع كل الأطراف السياسيين في لبنان، وتحدثنا حول آخر التطورات على الساحة الإقليمية واللبنانية وبخاصة الأزمة السورية وتداعيتها على بلدان الجوار، وحرص الجمهورية الإيرانية على عدم تأثّر لبنان بهذه الأزمة، وشرحنا المبادرة الإيرانية للحل السياسي ومبادرة الرئيس بشار الأسد التي تتضمن وقف العنف وإعادة الهدوء إلى سورية. كما تطرقنا إلى أزمة النازحين السوريين والفلسطينيين من منطلق إنساني وتأثيراتها على لبنان». وعن وقوف إيران على المسافة ذاتها من كل الأطراف، أجاب: «قمنا بترجمة هذا الموقف عملياً إما من خلال لقاءات وزيارات وتوجيه دعوات لكل الاحتفالات من جانب الجمهورية الإيرانية وإما من خلال تنفيذ المشاريع في مختلف المناطق اللبنانية وعدم حصرها بمنطقة محددة وإما من جهة متابعة الأحداث مع كل الأفرقاء وتأكيد تعزيز التكاتف والتضامن بين كل فئات الشعب اللبناني وطوائفه ومذاهبه». وعما إذا كان يعتقد بتجدد الحوار بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» في المدى المنظور أجاب: «هذه قضايا لبنانية داخلية، ونحن أعلنا موقفنا بضرورة تعزيز التعاون والتكاتف بين كل الفئات وليس فقط بين تيار المستقبل وحزب الله». وكان السفير ركن أبادي اكد استعداد بلاده «لتقديم المساعدة اللازمة للنازحين السوريين إلى لبنان بما يساعد على عدم تفاقم هذه الأزمة ويخفف من معاناة السوريين». وجدد أمام وفد من لجنة المتابعة ل «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» زاره في مقر السفارة أمس، أن «موقف بلاده الثابت من الأحداث في سورية نابع من رفض إيران أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري وأن الحل في سورية يجب أن يكون سياسياً يتوافق عليه السوريون أنفسهم من ضمن حوار وطني بناء تشارك فيه مختلف التيارات والقوى السياسية السورية بما يساعد على إيجاد الصيغ السياسية المناسبة لعودة الاستقرار إلى سورية»، موضحاً أن «المحاولات الخارجية المشبوهة التي تستهدف الرئيس بشار الأسد إنما تستهدف سورية دولة ومؤسسات وشعباً عربياً مقاوماً لكون سورية صمام أمان في المنطقة تحتضن المقاومة وهي دولة مواجهة مع العدو الصهيوني». وإذ نوه ب «الموقفين الروسي والصيني الثابتين تجاه سورية»، أكد وقوف إيران «إلى جانب لبنان وشعبه المقاوم»، مشيراً إلى أن بلاده «على مسافة واحدة من اللبنانيين وتقدر عالياً تضحيات الشعب اللبناني الذي قدم الشهداء في سبيل إحقاق الحق وعودة الحقوق السليبة إلى أصحابها ما أدى إلى تحرير معظم أرضه من الاحتلال الصهيوني وتحرير معظم أسراه من سجون الاحتلال».