لا تزال أغنية «بنرحب فيك في عمّان» التي قدمت قبل سنوات عدة، تلقى الصدى ذاته والتفاعل من قبل معجبي فرقة «تاج»، حتى يُخيّل إليك كأنها حديثة الإصدار. ومن خلال هذا العمل الجريء والذي عبّر وبقوة عن مشكلات وأزمات، دخلت الفرقة عالم الراب، وبات لديها معجبون ومتابعون. بدأت مسيرة الفرقة الأردنية بأغنية انتقادية ساخرة، قدمتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتشر العمل ولاقى دعماً اعلامياً لما يحمله من عفوية ولغة قريبة الى الشباب. وتركز فرقة «تاج» من خلال غنائها على قضايا المخدرات وحوادث السير كما في أغنية «كفى» التي روت جزءاً من أسماء من وقعوا ضحية هاتين المشكلتين، ولامست مشاعر كثيرين من أهالي الضحايا. القضية الفلسطينية أخذت حيزاً كبيراً من مقطوعات الفرقة التي وصلت إلى 24 أغنية، تنقلت بين معاناة الأسرى والتعتيم الإعلامي الذي يحوم حول مسيرة القضية والسلام المزيف وادعاءاته، بحسب تعبير نزار السامرائي الذي يقول إنه مهما غنى وكتب كلمات، لن يعطي القضية الفلسطينية حقها. وكانت الفرقة تحضر لإقامة حفلة في رام الله تحت عنوان «مي و ملح»، إلا أن الأوضاع السياسية المتوترة، دفعت الفرقة الى تأجيل الأمسية الى موعد لم يحدد بعد. أثبتت الفرقة في البومها الأول، عفويتها وصدق مشاعرها في طرح القضايا الإنسانية، وضم 12 أغنية تنوعت بين الجدية والصاخبة، اضافة الى أعمال هزلية انتقادية لكن بطريقة مضحكة. وما يميز الألبوم الثاني الذي سيصدر نهاية العام الحالي، اقتران الفيديو كليب بالأغنية، أما مضمونه فيحمل رسائل وأهدافاً مباشرة تطالب بالإصلاح والعدل، إضافة إلى كسر العادات والتقاليد التي من شأنها أن تقود المجتمعات العربية إلى الوراء. بين الألبوم الأول والثاني سنوات عدة، لكن الفرقة قدّمت بينهما أغاني فردية لتبقى مواكبة للأوضاع الجارية في المنطقة. ويقول رامي المحتسب إن «المقطوعات التي تطرح فردية في السوق ضروريه حتى لا تكون هناك فجوة بيننا وبين قضايا المجتمع، خصوصا أن الألبوم يحتاج وقتا لإطلاقه». صنفت فرقة «تاج» التي تتكون من شخصين فقط، من أهم فرق الراب في الأردن، ما أتاح لها فرصة افتتاح عرض الأغنية المشتركه بين المغني العالمي «ايكون» واللبنانية مليسا، مما اضاف مزيداً من التألق لرصيد «تاج» الفني. ما إن تسمع عن فرقة شبابية تغني الراب سرعان ما يتبادر الى ذهنك أن حدود جمهورها مقتصر على الشباب، لكن فرقة «تاج» تحظى بنيل إعجاب كبار السن، ولا سيما أن أغنية «الغربة» و «كفى» و»بتول» تخاطب الفئة العمرية الأكبر، أكثر مما تحاكي عمر الشباب. وتهدف «تاج» إلى تحسين صورة مغني الراب، وترسيخ فكرة أن هذا النمط الغنائي قوامه رسالة فنية لإطار يكمن في أن هذه الفرق صاحبة رسالة وأهداف تهتم بكل صغيرة وكبيرة في المجتمع وتحرص على ايصال صوت الغالبية الصامتة بالموسيقى البديلة الحديثة.