شنّت طائرات مقاتلة إسرائيلية من صنع أميركي ليل الثلثاء-الأربعاء ثلاث غارات على مناطق شمال قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق ثلاث صواريخ فلسطينية من القطاع على بلدة سديروت جنوب إسرائيل، والمحاذية لبلدة بيت حانون شمال شرقي القطاع. وهذا القصف هو الأول منذ التوصل إلى اتفاق التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي برعاية مصرية. غير أن كلاًّ من إسرائيل والفصائل الفلسطينية أعرب عن تمسكه باتفاق التهدئة. واستبعدت أوساط أمنية إسرائيلية أن يؤدي تبادل النيران إلى تصعيد أمني، وقالت إن إسرائيل قد ترد عينياً على كل إطلاق صاروخ إلى أراضيها من دون توسيع نطاق عملياتها العسكرية «مثلما فعلت الليلة (قبل) الماضية وصباح اليوم (أمس) حين قصف سلاح الجو أهدافاً في القطاع». وأشارت إلى أن قيادة الجبهة الداخلية لم تغير تعليماتها لمواطني الجنوب في أعقاب سقوط قذيفتي كاتيوشا. وقال وزير الدفاع موشيه يعالون، إن إسرائيل تحمل «حماس» المسؤولية عن أي صواريخ من القطاع، «ولن نسمح بأي حال نمطاً من القصف المتقطع على مواطنينا وقواتنا». من جهته، قال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس، إن إسرائيل «لن تسمح بعودة الواقع» الذي ساد قبل عملية «عامود السحاب» الخريف الماضي. وقال الناطق باسم الجيش إنه رغم أن إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل لم تنفذه «حماس»، إلّا أن «بالنسبة إلينا، فإن الحركة هي التي تتحمل المسؤولية، ولذا كان الهدفان اللذان قصفهما سلاح الجو تابعين لها». وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الغارات استهدفت مناطق غير مأهولة، ولم تسفر عن سقوط ضحايا. وأضافت أن الغارات استهدفت موقعيْن للتدريب قريبيْن من غزة، وثالثاً شمال القطاع. وجاءت الغارات رداً على إطلاق ثلاث صواريخ فلسطينية من القطاع على بلدة سديروت. وأعلنت جماعة «مجلس شورى المجاهدين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في بيان، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، وذلك رداً على استشهاد أبو حمدية، علما أنها المرة الثالثة التي يُطلق فيها سلفيون متشددون صواريخ على بلدات إسرائيلية منذ التهدئة، لم تسفر عن خسائر بشرية. في هذه الأثناء، واجهت الفصائل وأجنحتها المسلحة انتقادات واسعة وشديدة اللهجة وتهكمية على عدم الرد على استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية أول من أمس في قسم العناية الفائقة في مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع، حيث نُقل قبل أيام بعدما تفاقم وضعه الصحي بسبب إصابته بمرض السرطان في الحلق من دون أن تقدم له إسرائيل العناية الطبية اللازمة. وقالت ناشطة على حسابها على «فايسبوك» بسخرية لاذعة: «يبدو أن إسرائيل قررت الرد على استشهاد أبو حمدية» وليس الأجنحة العسكرية. وكانت القوى والوطنية والإسلامية قالت عقب اجتماع ممثليها أول من أمس إنها «تدرس التطورات الخطيرة في كل السجون، وستتخذ القرارات المناسبة للرد على جرائم الاحتلال في حق الأسرى». وقالت مصادر شاركت في الاجتماع أن الفصائل كلها، خصوصا حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، «ليست معنية بالتصعيد» مع إسرائيل.