وجهت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه جيش بلادها بتنحية أية اعتبارات سياسية والرد بقوة في حال قيام كوريا الشمالية باستفزازات، في الوقت الذي تواصل فيه بيونغ يانغ إصدار تهديدات شبه يومية بالحرب في شبه الجزيرة الكورية المنقسمة. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن بارك قولها لدى استماعها لتقرير حول سياسة وزارة الدفاع، إنها تأخذ "بشكل جدّي جداً" الخطوات والتهديدات الكورية الشمالية مثل إنهاء معاهدة الهدنة وقطع خط الاتصال العسكري المباشر ودخول العلاقات بين الدولتين في "حالة حرب". وأضافت أن "السبب في وجود الجيش هو حماية البلاد والشعب من التهديدات. وفي حال وقوع أية استفزازات ضد شعبنا وبلدنا، فإنه ينبغي علينا أن نرد بقوة في مرحلة مبكرة من دون النظر إلى أية اعتبارات سياسية". وقالت بارك "بصفتي قائداً أعلى للقوات المسلحة، سأثق بحكم الجيش على أي استفزازات فورية ومفاجئة من قبل كوريا الشمالية، لأنه الكيان الذي يقف في مواجهة مباشرة مع الشمال". وتوجهت الرئيسة إلى الجيش بالقول "أرجو منكم القيام بواجبكم في الحفاظ على سلامة الشعب". وكانت كوريا الشمالية قد صعدت في الأسابيع الأخيرة، من حدة التوتر مع الجنوب مع التهديدات المتكررة بالحرب احتجاجاً على مناورات عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقرار مجلس الأمن الذي تم اعتماده ضدها لقيامها بتجربتها النووية الثالثة. وكان وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين قال السبت الماضي رداً على التهديدات الكورية الشمالية ضد بلاده أنه لا يستبعد إمكانية قيام كوريا الشمالية بأعمال استفزازية، مضيفاً أن سيول لن تجند قواتها العسكرية فقط، ولكنها أيضاً سوف تستعين بالقوات الأميركية في حال وقوع أية استفزازات من بيونغ يانغ ضدها. ومن جهة ثانية، افادت صحيفة واشنطن بوست ان كوريا الشمالية حرصت على اخفاء اي اثر للتجارب النووية التي اجرتها في شباط/فبراير بالكامل ما يغذي الشكوك بانها طورت نموذجاً جديداً من القنابل يستخدم اليورانيوم العالي التخصيب. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هويتهم وخبراء في الاسلحة ان اثار تجربة 12 فبراير/شباط تم ضبطها بشكل ملفت ولم تتسرب سوى كمية قليلة جدا من الاثار المشعة في الجو، عندما سجلت طائرة يابانية اثراً طفيفاً لأحد النظائر المشعة هو سينون-133، غير ان ذلك لم يعتبر دليلاً قاطعاً. واوضحت الصحيفة ان عدم وجود معطيات فعلية ملموسة حول التجارب يشير الى محاولة متعمدة من كوريا الشمالية لمنع تسرب غازات في الجو يمكن ان تكشف اي معلومات عن طبيعة تجاربها، وذلك ممكن من خلال طمر التجويفة التي استخدمت في التجارب النووية في عمق الارض.