تنتظر آسيا شهر أيار (مايو) المقبل لتتويج رئيسها الجديد «المنتخب»، الذي سيتولى رئاسة اتحاد كرة القدم في أكبر قارات الأرض، وأكثرها سخونة وأقلها حضوراً على المستوى الدولي. لحظة الاختيار أقتربت، و«ربعنا العرب» مع شديد الأسف غير متفقين، وهذا إرث عربي قديم تتبادله الأجيال، جيلاً بعد جيل، فإما أن أكون «أنا»، أو «لا»..! وكما يقول المثل المعروف «ليالي مكة تبان من عصاريها»، فإن الصورة تبدو واضحة جلية، وليس أمام المرشحين الخليجيين الثلاثة، إلا أن يحسموا أمرهم ويرشحوا أحدهم، وإلا فإنهم سيذهبون في النهاية إلى المرشح التايلاندي ليهنئوه على فوزه برئاسة الاتحاد الآسيوي..! إنني أقرأ المشهد من زاويتي كمتابع لحملات المرشحين، ومهما كانت الملفات التي يحملها كل واحد منهم، فلن تفيدهم إن استمروا على موقفهم الرافض لتقديم أي تنازلات من أجل أن يكون رئيس الاتحاد الآسيوي الجديد «خليجياً عربياً»..! ولا أعلم إن كان هؤلاء الثلاثة «السركال والمدلج وسلمان» يعلمون أنهم يقدمون بمواقفهم هذه، الدعم للمرشح الآخر رئيس الاتحاد التايلاندي واراوى ماكدوي، الذي أكاد أجزم بأنه سعيد بهذا الدعم العربي له في حملته الانتخابية..! ولن يفيد الرئيس المقبل «إن نجح مرشح عربي» كرة القدم العربية عبر غرب آسيا، لأننا تعودنا نحن العرب ألا ننسى من يقف ضدنا، وستشهد الساحة سلسلة من الصراعات بهدف تصفية الحسابات، وكل ذلك لأننا لا نؤمن بالرأي والرأي الآخر، وهذه أكبر مشكلاتنا..! إذا لم نتعلم كيف نتعامل مع الأمور، وأن من اختلف معي ليس بالضرورة أن يكون عدوي، فلن نتقدم خطوة إلى الأمام، فالإداري الناجح هو من يحول المختلفين معه إلى أصدقاء، ولكنني لا أرى ذلك في المرشحين الثلاثة، وإن ظهر المرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج برؤية مختلفة تسعى إلى التقارب والتعايش مع المرشحين الآخرين، ومهما كانت فلسفة «ابن المدلج»، فإن هذا الدور الذي يلعبه «الدكتور» لا يليق بمرشح يقول عن نفسه إنه مرشح «الدولة»، ثم يعود ويؤكد أنه سينسحب مطلع الشهر المقبل حتى وإن رفض أحد المرشحين الآخرين التنازل للآخر! كنت أتمنى بكل صراحة، ألا نظهر على ساحة المنافسة على رئاسة الاتحاد الآسيوي بهذه الصورة الضعيفة، إذ أسهم دخولنا المتأخر في تصغير دورنا، مع أننا لا نشكو من غياب الكفاءات المؤهلة والقادرة على تقلّد مناصب أكبر من منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وحتى لا يفهم من هذه السطور أنني ضدّ ترشح الدكتور حافظ المدلج، ولكنني أعترض على الوقت الذي زجّ به فيه، وهل كان المطلوب منه الذهاب إلى قبة الاتحاد الآسيوي، أم أن المطلوب صراحة لعب أدوار خفية وممارسة الضغط على المرشحين للوصول إلى مرشح واحد؟ لكن هذا الهدف النبيل لم يجد له أي صدى عند المرشحين الآخرين، فبات علينا أن نعترف بأننا أخطأنا في حساباتنا، وأن علينا أن ننسحب الآن، ونقف مع المتفرجين، على أمل أن يكون رئيس الاتحاد الآسيوي بعد أربع سنوات إن شاء الله «سعودياً». [email protected]