اختلطت أوراق الترشيحات والتحالفات في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لاختيار خليفة القطري محمد بن همام، إذ دفعت منطقة «الآسيان» برئيس الاتحاد التايلاندي واراوي ماكودي إلى قائمة «المرشحين»، لتربك الحسابات وتنذر بمزيد من «التجزئة» في الأصوات، مع توقعات بدخول المنافسة إلى مرحلة أكثر تعقيداً في حال الإفصاح عن المرشحين للمناصب الأخرى. وأخذت المعركة الانتخابية أمس (الإثنين)، منحى أكثر جدية مع تقديم الترشيحات الرسمية وإعلان أسماء جديدة للدخول في المعركة، ليرسو المشهد الحالي على خمسة مرشحين، وإن لم يفصح الرئيس الحالي المكلف جانغ جيلونغ ترشحه رسمياً بعد. وتسارعت الخطى في الساعات القليلة الماضية، بعد أن أعلن كمّ من الاتحاد السعودي والبحريني رسمياً ترشيح حافظ المدلج وسلمان آل خليفة لمنصب الرئيس. وقام نائب رئيس الاتحاد البحريني أحمد النعيمي صباح أمس، بتقديم طلب الاعتماد الرسمي في مقر الاتحاد الآسيوي بكوالالمبور إلى القائم بأعمال مدير الدائرة القانونية ماهاغان فاسوديفان. وقال النعيمي في بيان رسمي لاتحاد الكرة البحريني، إن مشوار سلمان بن إبراهيم الآسيوي بدأ فور تقديم ملف الترشح الرسمي، مؤكداً الحظوظ القوية التي يتمتع بها الشيخ سلمان في السباق الرئاسي، مشيراً إلى الثقة التي يحظى بها من رؤساء الاتحادات الآسيوية والشخصيات الرياضية على المستوى الآسيوي. وقال النعيمي: «وضوح الرؤية في ملف رئيس اتحاد الكرة البحريني الشيخ سلمان هو ما ساعد على تبني خطوات مدروسة مبنية على واقع ميداني وقراءة دقيقة للمشهد الآسيوي»، وتابع: «وجود سلمان بن إبراهيم في المنافسة على الكرسي الرئاسي، كانت ولا تزال، من الخطوات التي تم الإعداد لها بدقة متناهية قبل الوصول إلى هذه المرحلة». وأكد النعيمي، أن التفكير في رئاسة الاتحاد الآسيوي ليست وليدة اللحظة، موضحاً أن الشيخ سلمان بن إبراهيم لا يمكن أن يقدم على أي خطوة من الخطوات، ما لم يكن قد رافقها دراسة متأنية، وثقة في الوصول إلى ما يصبو إليه، موضحاً أن العلاقات الوطيدة التي يرتبط بها مع صنّاع القرار الآسيوي والدولي، لم تكن لولا الثقل الكبير الذي يتميز به وتلك القناعات الراسخة التي جعلت منه مرتكزاً لأنظار العديد من القياديين في آسيا والعالم، وثقلاً واضحاً للاستفادة من قدراته وقيمته وقامته الكبيرة». وسبق لسلمان بن إبراهيم أن خاض سباقاً تنافسياً ساخناً مع رئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام في الانتخابات لمنصب المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وخسرها بفارق صوتين عام 2009. وكان رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال، كشف أيضاً أنه أرسل طلب ترشيحه إلى الاتحاد الآسيوي (السبت الماضي). في حين، أكد رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال ل«الحياة» أنه ماضٍ في ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي، ونفى في الوقت ذاته، ما ذكره رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد عن توقعاته بانسحاب السركال قبل موعد الانتخابات. ووصف السركال ما قاله طلال الفهد ب«تصريح في غير مكانه وغير لائق»، مضيفاً: «هذا يؤكد مدى تخوفهم من ترشحي، ويؤكد في الوقت نفسه أنني في موقع قوي بالسباق نحو المنصب الآسيوي الكبير». وكشف السركال أنه في صدد الإعلان عن برنامج عمله خلال الفترة القصيرة المقبلة في مؤتمر صحافي، مشيراً إلى أن ما يتعلق بترشحه من عدمه «يتمّ البتّ فيه بالإمارات، وهي المخولة بتحديد مصير الترشح من عدمه». ومن المنتظر أن يؤكد الصيني جانغ جيلونغ القائم بأعمال رئاسة الاتحاد الآسيوي حالياً ترشيحه للانتخابات أيضاً. المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي حدد موعد انتخابات الرئاسة في 2 أيار (مايو) المقبل، الذي سيشهد أيضاً انتخاب ممثل عن قارة آسيا في اللجنة التنفيذية ل«فيفا»، وانتخاب نائبة رئيس الاتحاد الآسيوي، وعضوتين في المكتب التنفيذي. وستكون مدة ولاية رئيس الاتحاد الآسيوي، ونائبة الرئيس وعضوتي المكتب التنفيذي من عام 2013 لغاية 2015، في حين ستكون فترة عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لأربعة أعوام حتى عام 2017. وفتح باب الترشيح لجميع المناصب في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي ويستمر حتى 3 آذار (مارس) المقبل (قبل 60 يوماً من اجتماع الجمعية العمومية غير العادية)، وسيتم الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين يوم 2 نيسان (أبريل) المقبل (قبل شهر من الانتخابات). يذكر أن المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي كان أعلن قبل أيام أنه يتعيّن على المرشحين لرئاسة الاتحاد أو المناصب الأخرى الاستقالة من مناصبهم الحالية. وسيكمل الرئيس الجديد للاتحاد الآسيوي الولاية الحالية مدة عامين بعد بن همام الذي استقال من جميع مناصبه جراء النزاع القانوني بينه وبين الاتحاد الدولي، الذي أوقفه مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط رياضي، على خلفية اتهامه بالرشوة في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي في أيار (مايو) 2001 ضد الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر.