رصدت «الحياة» في جولة على محال الصرافة في جدة أمس توقف التعامل بالليرة السورية واختفائها من السوق، فيما أوضح عاملون في مجال الصرافة أن التعامل بالليرة السورية متوقف منذ أربعة أشهر بسبب تدهور الأوضاع السياسية داخل سورية. وكشفت الجولة عن ارتفاع معدلات الطلب قبل إجازة الربيع على الدرهم الإماراتي والليرة التركية، ما أدى إلى اختفاء العملتين في محال الصرافة طوال الأسبوع الماضي وتوافرها أمس. وقال مدير محل للصرافة في جدة محسن العمودي ل«الحياة»: «التعامل بالليرة السورية متوقف تحويلاً وبيعاً وشراءً منذ أربعة أشهر، وقلّ الطلب عليها أو لم يعد هناك طلب عليها حالياً». وأضاف: «الإقبال على الدرهم الإماراتي والليرة التركية من السعوديين بنسبة 100 في المئة، بسبب إقبال السعوديين على السياحة في هذين البلدين خلال الأعوام الأخيرة»، مشيراً إلى أن اختفاء الدرهم الإماراتي يتكرر في كل موسم إجازة في السعودية. وأشار مدير محل آخر للصرافة محمد علي إلى أن تدهور الأوضاع العربية في مصر وتونس ولبنان وسورية التي كانت تشهد إقبالاً من السياح السعوديين، أدت إلى تحوّل وجهات السفر، وأثرت الأوضاع السياسية كثيراً في نوعية العملات المتداولة، إذ اختفت الليرة السورية وتوقف تداولها، مشيراً إلى أن العملات المتداولة طوال العام هي الدولار والجنيه الإسترليني واليورو وأسعارها تخضع للسوق العالمية. من ناحيته، قال رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار إن معدل الرحلات المتجهة يومياً إلى دبي يبلغ 20 رحلة، وأصبحت «دبي الوجهة الأولى في كل موسم إجازة، ومن (الثلثاء) إلى (السبت) في كل أسبوع طوال العام». وأشار إلى أن الإقبال على دبي كان أكثر من تركيا في إجازة الربيع بسبب اعتدال الأجواء في دبي وقلة التكاليف وقربها ومناسبتها لجميع فئات المجتمع مقارنة بتركيا التي ما زالت تعيش طقوس الشتاء والأجواء الباردة، مشيراً إلى أن الأردن وجهة أهل الشمال. ويقول الاقتصادي الدكتور محمد شمس إن مخزون الدرهم الإماراتي في السعودية ينفد في الإجازات بسبب الطلب الكبير عليه مثلما حدث في إجازة الربيع في السعودية، بينما يعزي سبب اختفاء الليرة التركية إلى أنها غير متوافرة بكثرة في محال الصرافة مقارنة بالدرهم الإماراتي، مشيراً إلى تزايد الطلب على الليرة التركية في الفترة الأخيرة وقال: «تركيا سرقت السعوديين من ماليزيا». وأضاف: «في تركيا يفضلون استخدام الدولار وجلبه لبلادهم، ولا يسمحون لعملتهم بالخروج بكميات كبيرة. وهناك سبب آخر قد يكون وراء عدم توافر الليرة التركية، وهو تذبذب العملية التركية التي لا تحقق ربحاً كبيراً للصرافين». وعزا شمس إقبال السائح السعودي على تحويل العملة في السعودية قبل السفر يعود إلى جهله بالعملات واعتقاده بأن تحويلها في بلاده أرخص من الخارج، وهذا غير صحيح. وأوضح أن تدهور الأوضاع السياسية في سورية أدى إلى توقف التعامل بالليرة السورية، لأنها في هذه الحال أصبحت غير مربحة للصرافين الذين يبحثون عن الربح في العملة أولاً. وزاد: «كلما كان هنالك استقرار أمني ورخاء في بلد ما تصبح عملتها مرغوبة وأكثر تداولاً». لافتاً إلى أنه عند زيادة الطلب على الريال السعودي في السوق الثانوية في مواسم الحج والعمرة يقل الطلب على العملات الأخرى.