يزحف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ببطء داخل مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية قرب حدود تركيا، ويقضم أحياءها ويدمرها، في وقت أكدت أنقرة أنها لن ترسل جنوداً لإنقاذها، بالتزامن مع إعلان «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أن إقامة المنطقة العازلة على حدود تركيا مع سورية ليست على جدول الأعمال بعد. (للمزيد) وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أمس، أن الجيش الأميركي شن خمس ضربات جوية قرب مدينة عين العرب في اليومين الماضيين ألحقت أضراراً بمعسكر تدريب ل «داعش» ودمرت مبنى وعربتين وأصابت وحدة كبيرة وأخرى صغيرة تابعتين للتنظيم. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن تقدم عناصر «داعش» في المدينة «مأساة لأنها تجسد شرور داعش، لكن ذلك لا علاقة له بالإستراتيجية أو الإجراءات الكاملة لما يحدث رداً على داعش». وأضاف: «لم يبق أمامنا سوى بضعة أسابيع لبناء التحالف. وما زال يجري توزيع المهمات. والهدف الرئيس لهذا المجهود هو إتاحة المجال للعراق حتى تكتمل حكومته ويبدأ الهجوم المضاد». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عين العرب شهدت «اشتباكات عنيفة جداً منذ مساء (أول من) أمس، تمكن خلالها تنظيم الدولة الإسلامية من تحقيق مزيد من التقدم، فاحتل مبنى الأسايش (الأمن الكردي) وبات يسيطر على أكثر من ثلث عين العرب»، لافتاً إلى «حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم»، مشيراً إلى أن «التقدم يبقى بطيئاً نتيجة هذه المقاومة وبسبب الغارات التي تنفذها مقاتلات التحالف». وكان الناطق باسم وزارة الدفاع (بنتاغون) جون كيربي، حذر من أن غارات التحالف «لن تقدم حلاً لإنقاذ» عين العرب، مؤكداً أنه لإلحاق الهزيمة بالتنظيم «يجب أن تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة... ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سورية. إنها الحقيقة». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بعد لقائه الأمين العام ل «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ في أنقرة: «من غير الواقعي التفكير بأن تشن تركيا لوحدها عملية برية»، مجدداً التأكيد أن «السلام لن يعم أبداً بشكل فعلي في سورية من دون رحيل بشار الأسد ونظامه». ووصل منسق التحالف الدولي- العربي ضد «داعش» الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن الخميس إلى أنقرة في محاولة لإقناع تركيا بالتدخل عسكرياً. وقال ديبلوماسي تركي: «نحن وحلفاؤنا لدينا بعض المشاكل، لكن يمكن حلها». من جانب آخر، قال ستولتنبرغ إن فكرة إقامة المنطقة العازلة بين سورية وتركيا «ليست مدرجة بعد على جدول محادثات الأطلسي». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، إن «مجلس الأمن الدولي هو من يجب أن يتخذ القرار بإقامة هذه المناطق» العازلة. في غضون ذلك، بث نشطاء فيديو أظهر إسقاط طائرة مروحية فوق بلدتي النبل والزهراء في ريف حلب شمالاً بصاروخ حراري، ما رفع إلى اربع عدد الطائرات التي أسقطت خلال يومين. وأظهر الشريط إطلاق مقاتلين صاروخاً محمولاً على الكتف أسقط طائرة مروحية في ريف حلب، في وقت واصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم إلى «مؤسسة معامل الدفاع» التي تضم أحد أكبر مخازن السلاح ومصانع الذخيرة في البلاد، حيث سيطروا أمس على سبع قرى. وفي المقابل، قال ناشطون إن النظام حقق بعض التقدم في حي جوبر الدمشقي والذي يحاول منذ شهور استعادة السيطرة عليه.