ركّزت غارات مقاتلات التحالف الدولي - العربي أمس على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شرق سورية، في وقت احتدمت المعارك بين عناصر التنظيم ومقاتلين أكراد على أطراف مدينة عين العرب (كوباني) الكردية قرب حدود تركيا. ولم تتأخر طهران في توجيه تحذير الى أنقرة بعد إقرار البرلمان تفويضاً للجيش للقيام بعمليات ضد «داعش» في سورية والعراق، إذ حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره التركي مولود جاووش أوغلو من اتخاذ إجراء في سورية «يعقّد» أوضاع المنطقة. واعتبرت الحكومة السورية أيّ تدخل تركي «عدواناً موصوفاً». وأعلن أمس مركز القيادة الأميركية الوسطى للشرق الأوسط وآسيا (سنتكوم) أن مقاتلات الولاياتالمتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة شنّت ست غارات جوية في سورية على عناصر «داعش» الخميس والجمعة. إذ دمّرت غارة موقعاً للتنظيم جنوب محافظة الحسكة وغارة أخرى دبابتين في جنوب شرقي دير الزور. كما استهدفت غارتان في شمال الرقة مصفاتين هما مصدر تمويل مهم ل «داعش» ومعسكر تدريب. وأصابت غارة أخرى في شمال شرقي حلب مبنى مأهولاً. واستهدفت غارة مربض مدفعية في غرب الرقة، لكنها أخطأته. وأوضحت «سنتكوم» أن السعودية والإمارات «شاركتا أيضاً في الغارات في سورية». وذكرت أن كل الطائرات الأميركية - سواء تلك التي يقودها طيارون أو من دون طيار- عادت سالمة من مهماتها التي شارك فيها سلاحا الجو والبحرية. (للمزيد) وتركّزت الغارات في الزاوية السورية - العراقية - التركية شرقاً، بالتزامن مع استمرار المواجهات بين «داعش» والأكراد على أبواب عين العرب غرباً. وتصاعد دخان أسود كثيف فوق المدينة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع إلى نحو 60 عدد القذائف التي أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في عين العرب في أعنف قصف تشهده المدينة، منذ بدء تنظيم «الدولة الإسلامية» قصفه عليها في ال 27 من الشهر الماضي». وفي هذا الإطار، دعت «وحدات حماية الشعب الكردي» جميع الأكراد في المنطقة إلى الانضمام إليها في «مقاومة» تنظيم «داعش». وقالت في بيان: «سنقاوم بشراسة. هذه البلدة ستكون قبراً (للدولة الإسلامية) وبداية النهاية لها». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال للصحافيين: «لا نريد سقوط كوباني (عين العرب). سنفعل كل ما في وسعنا للحيلولة دون ذلك». لكنه بعد ذلك تراجع عن أي تفسير قد يعني أن تركيا تخطّط لتوغل عسكري، قائلاً إن مثل هذه الخطوة قد تجرّ أنقرة إلى صراع أوسع على طول حدودها الممتدة لمسافة 900 كيلومتر. وكان البرلمان التركي أقرّ الخميس طلب الحكومة تفويض الجيش القيام بعمل عسكري ضد «داعش» في سورية والعراق والسماح لقوات أجنبية باستخدام قواعد عسكرية في تركيا. وجدّد أوغلو المطالبة بمنطقة آمنة وحظر جوي شمال سورية. وقال: «هل تعلم ماذا سيحدث عندما لا تقام منطقة حظر جوي؟ ستقصف قواعد الدولة الإسلامية ثم سينتهز نظام الأسد الفرصة ويقصف حلب (شمال سورية) بعدما ارتكب كل هذه المذابح ويظنّ أنه أصبح شرعياً الآن. تنسحب الدولة الإسلامية فيما الجيش السوري الحر ضعيف ويقصف النظام حلب بكل ما أوتي من قوة. سيبدأ ثلاثة ملايين شخص في الانتقال من حلب إلى تركيا». وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن ظريف دعا خلال اتصال هاتفي بنظيره التركي بعد تصويت البرلمان «دول المنطقة إلى أن تتعامل بمسؤولية إزاء ما يجري فيها من أحداث وألا تساهم في تعقيد الأوضاع». وأشارت إلى أن الوزير الإيراني «أعرب عن القلق إزاء أي إجراء يمكن أن يعقّد الأوضاع التي تشهدها المنطقة». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الخارجية قولها في بيان إن «النهج المعلن للحكومة التركية يشكل عدواناً موصوفاً على دولة هي عضو مؤسس في منظمة الأممالمتحدة». على صعيد المواجهة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة» دارت أمس غرب سجن حلب المركزي «وسط تقدّم للطرف الأوّل باتجاه منطقة حندرات، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجّرة على المنطقة». واضاف ان الجيش النظامي تقدماً جديداً على على تلة حندرات شمال حلب ما يهدد مقاتلي المعارضة في الاحياء الشرقية لحلب ب «حصار كامل».