أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ امس في انقرة ان اقامة منطقة عازلة في شمال سورية التي تطالب بها انقرة «ليست مدرجة بعد» على جدول اعمال الحلف وشركائه، في وقت اشترطت موسكو موافقة مجلس الامن على أمر كهذا. وقال ستولتنبرغ امام الصحافيين في ختام لقاء مع وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو انها «ليست مدرجة بعد على جدول محادثات الاطلسي، انها ليست مسألة تبحث في الحلف». لكن الامين العام لحلف شمال الاطلسي قال: «ناقشنا هذه الفكرة خلال لقائنا» أمس. ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مراراً الى اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سورية، لحماية القطاعات التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الاسد والناس الذين يهربون من الحرب الاهلية في بلادهم. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء تأييد هذه المبادرة «لاستضافة المهجرين وحمايتهم»، كما أعلن الاليزيه. وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اقامة منطقة عازلة جديرة «بالمناقشة»، لكن البيت الابيض أوضح في وقت لاحق ان الفكرة «ليست مطروحة للدرس في الوقت الراهن». وذكر ستولتنبرغ امس بواجب تضامن الحلف الاطلسي مع تركيا العضو فيه. وأضاف ان «الحلف مستعد لدعم جميع حلفائه المهددين»، موضحاً ان «الحلف ركز حتى الآن صواريخ باتريوت (ارض-جو) في تركيا، وهذا مؤشر ملموس جداً الى التضامن في اطار الحلف الاطلسي». ونشر الحلف الاطلسي مطلع 2013 عدداً من بطاريات صواريخ باتريوت ارض-جو في جنوبتركيا لتدارك اي هجوم محتمل يشنه النظام السوري. وفي موسكو، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان اقامة المنطقة العازلة يجب ان تحظى بموافقة مجلس الامن الدولي. وأضاف: «مجلس الأمن الدولي هو من يجب ان يتخذ القرار بإقامة هذه المناطق». وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله «ان سورية تستنكر بأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول دعمه لما تسعى اليه تركيا في شأن المنطقة العازلة». وقال المقداد «ان هذا الدعم الفرنسي لتركيا هو عدوان على سورية». وبدأ النزاع في سورية في منتصف آذار (مارس) 2011 بتظاهرات سلمية ضد النظام قمعت بقوة، وما لبث ان تحول الى نزاع دام اوقع اكثر من 180 الف قتيل. ولا يقر النظام بوجود حركة احتجاجية ضده، بل يؤكد منذ البداية انه يتعرض ل «مؤامرة خارجية»، ولا يميز بين مقاتلي المعارضة. لكن النظام ايد الغارات التي تقوم بها مقاتلات التحالف الدولي - العربي ضد مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في شمال سورية وشمالها الشرقي. الى ذلك، أكد المقداد وقوف النظام الى جانب سكان عين العرب، مشيداً ب «تصديهم البطولي» لتنظيم «داعش». وأضاف ان الحكومة «تلفت نظر المجتمع الدولي الى ضرورة قيامه بواجبه تجاه الكارثة الانسانية في عين العرب ووقف اي دعم للتنظيمات الارهابية المسلحة بما في ذلك الدعم الفرنسي والتركي لهذه التنظيمات بمختلف اشكالها وانواعها».