لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - رهن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انضمام بلاده إلى التحالف الدولي - العربي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بإقرار وشنطن إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد عشيّة تصويت البرلمان التركي على تفويض للجيش للقيام بعمليات في سورية والعراق، في وقت شنّت مقاتلات التحالف غارات على مواقع «داعش» لوقف تقدمه إلى مدينة عين العرب (كوباني) الكردية. وقال أردوغان في خطاب في البرلمان أمس إن قوات التحالف «لن تحقق شيئاً» من دون الأخذ بنصائح تركيا والتعاون معها، مؤكداً أن بلاده «ستواصل إعطاء الأولوية لإطاحة النظام السوري وحماية وحدة سورية والتشجيع على نظام دستوري وبرلماني يشمل جميع المواطنين». (للمزيد) وانتقد أردوغان إخراج سورية من المعادلة في التحالف ضد «داعش» في إشارة قوية جديدة إلى ضرورة أن تشمل العملية الحالية حلاً جذرياً للأزمة السورية من خلال تغيير النظام هناك، وأضاف: «تركيا لن تسمح باستخدامها من قبل الآخرين من أجل نصف حلول أو حلول موقتة»، مضيفاً أن بلاده مستعدة لتقديم كل العون في حال الاتفاق على أهداف هذه العملية ضد «داعش» والتوافق مع الآراء التي قدّمتها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتحالف الدولي، علماً أن أنقرة كانت طلبت إقامة «منطقة آمنة» أو حظر جوّي شمال سورية وقرب حدود تركيا. ويأتي كلام أردوغان متّسقاً مع نص المذكّرة التي تقدّمت بها الحكومة إلى البرلمان من أجل إرسال قوات عسكرية إلى سورية والعراق وقبول استخدام قوات أجنبية الأراضي والقواعد التركية، حيث تضمّنت المذكرة بوضوح أن القوّات التركية «ستحارب الإرهاب متمثلاً في «داعش» وحزب العمال الكردستاني وحكومة الأسد». وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن قوات التحالف نفّذت أمس «خمس ضربات جويّة على الأقل استهدفت مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» على خطّ المواجهة مع القوات الكردية في شرق عين العرب و وجنوب شرقها، لافتاً إلى أن «مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب ويدافعون بشراسة عن البلدة على رغم قلّة عددهم وعتادهم». وأضاف إنها «قضية حياة أو موت». وفيما تواصل مقاتلات التحالف الدولي - العربي قصف مواقع «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي من دون وجود قوات برية تزحف ل «ملء الفراغ» أو قتال عناصر التنظيم، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الأدميرال جون كيربي للصحافيين: «لم يقل أحد أن الأمر سيكون سهلاً أو سريعاً ولا أحد يجب أن ينخدع بإحساس موهوم بالأمن من خلال ضربات جوية محدّدة الهدف». وأضاف: «لن نقضي عليهم بالقصف ولا يمكننا أن نفعل بذلك». ميدانياً، قتل 40 شخصاً بينهم 30 طفلاً بتفجيرين قرب مجمّع مدرسيّ في حي عكرمة الموالي للنظام في حمص وسط سورية، وفق «المرصد». وأعلن الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سالم المسلط إدانة «التفجير الآثم»، قائلاً إن هذه «جرائم تصبّ في خدمة ومصلحة نظام الأسد وتحمل بصمات تنظيمات معادية لأهداف وتطلعات السوريين وحقوقهم في الحرية والعدالة والكرامة». وأشار «المرصد» إلى مقتل «3 أشخاص بينهم سيدة وطفل، وسقوط عدد من الجرحى» بغارة على ريف إدلب في شمال غربي البلاد جراء قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر على منطقة في حي الشيخ فارس شمال شرقي حلب و4 جراء القصف ببرميل متفجر على منطقة طلعة الحيدرية في حي الصاخور شرق حلب». على صعيد آخر، أعلن ناشطون مقتل عمر موسى، المسؤول العسكري في حركة «حزم» جراء زرع عبوة ناسفة في سيارته بمدينة الأتارب بريف حلب الغربي. يذكر أن «حزم» إحدى «الفصائل المعتدلة» وفق التصنيفات الأميركية.