توقعت مصادر أفريقية مأذون لها وصول الوسيط الافريقي ثابو مبيكي إلى العاصمة السودانية الخرطوم خلال أيام لإنعاش عملية السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وتسريع الخطوات في اتجاه عقد طاولة حوار وطني بعد تشكيك قوى المعارضة السياسية والمسلحة بجدية الحكومة واتهامها بالمراوغة لإجراء انتخابات تضمن فوز الحزب الحاكم بلا منافسة فعلية. وذكرت المصادر ذاتها أن مبيكي سيزور الخرطوم للحصول على تفسير من الرئيس عمر البشير عن تصريحاته الأخيرة التي اعتبرتها قوى المعارضة المسلحة تراجعاً عن عملية السلام والحوار، ما أدى الى تعليق جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة والمتمردين وتهديد معارضين بالانسحاب من التحضير لطاولة الحوار الوطني. وأثارت رسالة بعثتها الحكومة إلى مجلس الأمن، أكدت فيها سير عملية الحوار «بسلاسة» غضب أحزابٍ معارضة مشاركة في الحوار، بخاصة أن الرسالة رافقتها خريطة طريق أعدتها لجنة من الموالاة والمعارضة في حزيران (يونيو) الماضي، قبل أن تصادق عليها الجمعية العامة لأحزاب الحوار، التي يرأسها البشير وتضمّ رؤساء الأحزاب. ورأت المعارضة في الخطوة «عدم جدية» و «محاولة لاستخدام موافقتها على الحوار لتحقيق مكاسب سياسية، لا سيما أن الرسالة حملت مطالب الى مجلس الأمن بعدم استصدار أي قرار ضد الخرطوم. ودعا رئيس حركة «الإصلاح الآن» المعارِضة، المنشقة عن الحزب الحاكم، غازي صلاح الدين، أحزاب المعارضة المشاركة في الحوار، بإعلان موقف جديد والعمل على إيجاد حلول للأزمة السودانية، بعيداً من مراوغات النظام. وأكد رئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى، أن «الحوار الوطني في السودان معطل بقرار من حزب المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة البشير». ونفى أبو عيسى أي مسؤولية لتحالف قوى الاجماع الوطني عن تعطيل الحوار الوطني. وأضاف أن «السودان يحتاج إلى الحوار بين كل أبنائه لإنقاذه من التردي الاقتصادي والسياسي والأمني، لكننا لا نريد الدخول في حوار أهدافه غير معروفة ويرعاه حزب المؤتمر الوطني ويتحكم بنتائجه، فنحن لا نثق في الحزب الحاكم». وفي شأن آخر منعت سلطات الأمن في مطار الخرطوم مساعد الأمين العام لحزب الأمة المعارض الفاضل تيمان، من مغادرة البلاد.