قتل مدني وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين في وسط دمشق أمس، وأعلن الأردن إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي مع سورية، وذكرت الأممالمتحدة انها ستنقل نصف موظفيها الدوليين خارج سورية، فيما أثار جنرال إسرائيلي احتمال إقامة منطقة عازلة في سورية بالتعاون مع قوى محلية تشعر بالقلق من الجهاديين الإسلاميين في حالة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الى «إصابة ستة مواطنين بجروح جراء سقوط قذائف هاون أطلقها ارهابيون على محيط دار الاوبرا» الواقعة في ساحة الامويين. وفي وقت لاحق، أفادت قناة الاخبارية السورية عن «اصابة مصور ومساعد مصور» القناة في سقوط قذائف الهاون، مشيرة الى ان «حالتهما مستقرة». وشهدت المنطقة بعد ظهر الاحد سقوط عدد من القذائف أسفرت عن اصابة اكثر من عشرة مواطنين بجروح واحتراق عدد من السيارات المركونة واضرار مادية متفرقة. وتقع ساحة الامويين الحيوية في مركز العاصمة الى الجانب الشمالي الشرقي منها، وفيها ادارة الاركان العامة والهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ومكتبة الاسد الوطنية ودار الاوبرا. كما يقع على بعد امتار منها القصر الرئاسي وعدد من المقرات الامنية. وشهدت العاصمة مؤخراً استهدافاً مكثفاً بقذائف الهاون لأماكن حيوية بينها محيط مبنى الاركان ومحيط قصر تشرين الرئاسي (قصر الضيافة) ومدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة (وسط). من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن «انفجار عبوة ناسفة بسيارة أمين سر محافظة دمشق ما ادى الى اصابته بجروح ومقتل مرافقه». في مدينة حمص، ذكر المرصد ان مناطق في حي بابا عمرو «تتعرض للقصف من القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب المعارضة في الحي». في المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي ان القوات السورية «أعادت الأمن والاستقرار» الى حي بابا عمرو، وهي العبارة التي تستخدمها اجمالاً لتتحدث عن سيطرة هذه القوات على منطقة معينة. وكان مقاتلو المعارضة دخلوا الحي المذكور بعد حوالى سنة من سيطرة القوات النظامية عليه في شباط/فبراير 2012 من دون ان يتمكنوا من استعادته تماماً. في انحاء البلاد الاخرى، أفاد المرصد عن غارات جوية مكثفة شنها الطيران الحربي السوري على مناطق في ادلب (شمال غرب) ومدينة الرقة (شمال) وحمص (وسط) وريف دمشق ودير الزور (شرق). الى ذلك، قال وزير الاعلام الأردني سميح المعايطة إن المملكة أغلقت المعبر الحدودي الرئيسي مع سورية الاثنين بسبب اشتباكات مستمرة هناك منذ يومين بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات الحكومية. وقال الوزير إن الموقع الحدودي مغلق فعلياً بسبب الاشتباكات المستمرة منذ الأحد. في غضون ذلك، أعلن ديبلوماسيون أمس ان الاممالمتحدة ستقوم بنقل نحو نصف طاقم موظفيها الدوليين البالغ عددهم مئة خارج سورية بسبب تزايد المخاطر في ذلك البلد. وقال الديبلوماسيون قبيل اعلان رسمي للامم المتحدة ان مكتب الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي في دمشق سيقفل في اطار الاجراءات الجديدة. وسينقل موظفو مكتب الابراهيمي الى القاهرة او لبنان. وقال ديبلوماسي في الاممالمتحدة طالباً عدم الكشف عن اسمه «ابلغتنا الاممالمتحدة ان ذلك يعود لتزايد الخطر في دمشق» مضيفاً: «وقعت تفجيرات انتحارية وعدد من الهجمات على مسافة قريبة جداً من مكاتب الاممالمتحدة». وتقوم الاممالمتحدة بعملية انسانية ضخمة في سورية تهدف الى توزيع المواد الغذائية والمساعدات على اكثر من مليوني سوري تضرروا في النزاع الذي انهى عامه الثاني بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة الذين يحاولون ازاحة الرئيس بشار الاسد. ومعظم عملية التوزيع يقوم بها موظفون سوريون ومن خلال الهلال الاحمر السوري. إلى ذلك، أثار قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال يئير جولان في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «اسرائيل هيوم» احتمال إقامة منطقة عازلة في سورية بالتعاون مع قوى محلية تشعر بالقلق من الجهاديين الإسلاميين في حال سقوط نظام الأسد. وقال الجنرال إن «مئات كثيرة» من الإسلاميين المتشددين يقاتلون في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في سورية وقد «يرسخون اقدامهم» في سورية إذا سقط الأسد. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعمل على فرضية أن هؤلاء المقاتلين سيشنون في نهاية المطاف هجمات على إسرائيل التي احتلت مرتفعات الجولان في حرب 1967. وزاد: «الإجراء الذي لا يمكننا بالتأكيد استبعاده هو اقامة منطقة امنية على الجانب الآخر من الحدود». ولم يذكر جولان الذي يشرف على القوات الإسرائيلية على الجبهتين السورية واللبنانية ما اذا كان يفكر في نشر قوات إسرائيلية في مثل هذه المنطقة العازلة. ولفت الى ان السوريين «الذين لهم مصلحة مشتركة في التعاون معنا» ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين سيكونون الحلفاء الطبيعيين لإسرائيل في حالة إقامة تلك المنطقة العازلة. وأضاف: «إذا سنحت فرصة، وهو ما لم يحدث بعد، فيجب ألا نتردد». وتابع: «يجب عمل كل ما يلزم بحكمة وسرية مع مراعاة حقيقية لمصالح الجانب الآخر». وأشار جولان إلى نموذج «المنطقة الامنية» التي أقامتها القوات الإسرائيلية لمدة 15 عاماً في جنوب لبنان بهدف معلن هو ابعاد مقاتلي وصواريخ «حزب الله» عن حدود إسرائيل. وخلص الى ان المنطقة العازلة في لبنان «كانت واحدة من اهم الاستثمارات الامنية التي قامت بها دولة إسرائيل على الاطلاق» في إشارة إلى منطقة كثيراً ما تعرضت فيها القوات الإسرائيلية لهجمات ورحلت عنها في عام 2000. وخلال الشهور القليلة الماضية سقط عدد من الصواريخ التي اطلقت خلال القتال بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة داخل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وأطلقت إسرائيل النار على سورية الأحد قائلة إنها دمرت موقعاً للبنادق الآلية أطلقت منه أعيرة على جنود إسرائيليين في الجولان.