دارت اشتباكات أمس في مدن وبلدات قرب دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة الذي تعرض لقصف بالطيران الحربي، وسقطت قذيفة في هضبة الجولان المحتل، فيما أعادت إسرائيل ستة مصابين سوريين إلى بلادهم بعد علاجهم. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن « قذائف هاون عدة سقطت خلف القضاء العسكري وقرب كلية الآداب» في منطقة المزة في غرب دمشق، مشيراً إلى معلومات أولية عن وقوع إصابات. وتحدثت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن «سقوط قذيفتي هاون اطلقهما إرهابيون بالقرب من كلية الآداب ومشفى الأسد الجامعي في دمشق». وفي شرق العاصمة «تعرض حي جوبر لقصف براجمات الصواريخ» تزامناً مع اشتباكات دارت فيه بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، وفق المرصد الذي تحدث عن «حملة دهم واعتقال عشوائي للقوات النظامية في حي مساكن برزة» في شمال العاصمة. وفي جنوبدمشق، تعرض حي الحجر الأسود للقصف، بينما سقطت قذائف هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق المرصد الذي لم يشر إلى سقوط ضحايا. وفي محيط العاصمة، قتل خمسة مقاتلين معارضين جراء اشتباكات وقصف تتعرض له مدينة دوما (شمال شرق)، وفق المرصد. وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن «وحدة من قواتنا المسلحة دمرت أوكاراً للإرهابيين بما فيها من أسلحة وذخيرة في دوما (...) وأوقعتهم بين قتيل ومصاب». ودارت اشتباكات في مناطق واسعة بمحيط دمشق، منها الزبداني وبيت سحم وعقربا والنبك، اضافة إلى داريا (جنوب غرب) التي يحاول النظام فرض سيطرته الكاملة عليها. وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي شن أمس غارات عدة على أطراف بلدة النشابية. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في ريف دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد لهجماتهم تجاه العاصمة. وتحدثت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن «محاولة جديدة لاختراق امن العاصمة»، موضحة أن الجيش النظامي قتل «الإرهابيين بالمئات»، وهي العبارة التي يستخدمها النظام للإشارة إلى المقاتلين المعارضين. وأشارت إلى أن المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة في أطراف حي القابون شهد ليل الاثنين - الثلثاء «محاولة جديدة لغزو العاصمة بدأت كالمعتاد بتفجير انتحاري ضخم جداً تلاه انفجار آخر قبل أن يبدأ الغزو». وأضافت أن «الغزاة» نفذوا «انتحاراً جماعياً عند مدخل دمشق التي ستبقى منيعة عليهم». وفي محافظة حلب (شمال)، دارت اشتباكات عنيفة في عدد من أحياء مدينة حلب القديمة، بينها محيط المسجد الأموي الذي تمكن المقاتلون المعارضون من اقتحام باحته الثلثاء. وأوضح المرصد أن الجامع هو «تحت السيطرة المشتركة حيث يسيطر مقاتلون من الكتائب على جزء من الجامع الذي اقتحموه امس، وتسيطر القوات النظامية على جزء آخر». وأشار إلى أن المقاتلين «حاولوا التقدم في اتجاه القصر العدلي إلا انهم جوبهوا بنيران كثيفة من القناصة المنتشرين في المنطقة» التي تشهد اشتباكات. وفي ريف حلب، شن الطيران الحربي غارات على بلدتي مسكنة وتل عابور، اضافة إلى بلدة خان العسل التي تشهد اشتباكات في محيط مدرسة الشرطة الواقعة فيها، وفق المرصد. وفي إدلب (شمال غرب)، قال المرصد إن رضيعاً وسيدة ورجلاً قتلوا جراء قصف من القوات النظامية على مدينة سراقب، في حين تعرضت بلدة سرمين لقصف بالطيران الحربي. وأدت أعمال العنف الأربعاء إلى مقتل 24 شخصاً في حصيلة غير نهائية، وفق المرصد السوري. في غضون ذلك، اعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قذيفة سقطت في هضبة الجولان المحتل أطلقت من الأراضي السورية من دون أن توقع أضراراً أو إصابات. وأوضح أن الجنود قاموا في وقت سابق بتمشيط المنطقة بعد تصاعد دخان بالقرب من مستوطنة إسرائيلية. وذكرت مصادر عسكرية أن القذيفة سقطت بالقرب من مستوطنة «الوي هباشان» التي تبعد بضعة كيلومترات عن خط وقف إطلاق النار في الجولان. ويعزو المسؤولون الإسرائيليون سقوط القذائف إلى «أخطاء في إطلاق النار» خلال المواجهات بين الجيش السوري والمتمردين. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي انه أعاد أمس ستة من سبعة سوريين جرحى إلى بلادهم بعد أن تلقوا العلاج في مستشفياتها اثر إصابتهم خلال الصراع الدائر بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأدخلت إسرائيل السوريين السبعة في 16 شباط (فبراير) عبر هضبة الجولان السورية المحتلة التي شهدت سفوحها الشرقية اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. ولم يكشف مسؤولون إسرائيليون المزيد من التفاصيل عن هوية المصابين. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن ستة من المصابين غادروا المستشفى وعادوا إلى سورية الأربعاء. وأضافت أن المصاب السابع لا يزال تحت الرعاية الصحية في إسرائيل لأن إصابته شديدة. وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إن عملية إعادة السوريين «تمت في مكان لم يعلن عنه حرصاً على سلامتهم الشخصية».