بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة أفريقية تشمل تنزانيا وجنوب أفريقيا وجمهورية الكونجو الديموقراطية، وتؤكد الأهمية الإستراتيجية التي توليها الصين للقارة الأفريقية ولمواردها وبوصفها سوقاً. وأوضح أن «كل طرف يتعامل مع الآخر على قدم المساواة» في هذه العلاقة التي أكد أن مبادلاتها التجارية بلغت 200 بليون دولار العام الماضي. ويُتوقع أن يعتمد بينغ خلال الزيارة الأولى إلى الخارج كرئيس للصين، بعد زيارة روسيا، على العلاقات الاقتصادية الموسعة التي يعتبرها معظم الأفارقة قوة توازن صحية مع نفوذ الغرب. وقد يتناول بينغ المخاوف في أفريقيا من أن القارة تصدر مواد خاماً في الوقت الذي تنفق فيه ببذخ على استيراد سلع استهلاكية جاهزة من الصين. ووقع بينغ في أولى محطاته في تنزانيا أكثر من 12 اتفاقاً للتجارة والتعاون تشمل خططاً للتطوير المشترك لمجمع ميناء جديد ومنطقة صناعية وقرضاً ميسراً للبنية الأساسية للاتصالات وقرضاً بلا فوائد للحكومة التنزانية، في حين لم تُذكر تفاصيل عن حجم القروض أو قيمة المشروعات. وسيتوجه إلى جنوب أفريقيا لحضور اجتماع قمة لزعماء مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبيرة والمعروفة باسم «بريكس» يُعقد اليوم وغداً وقد يقر خططاً لإنشاء مجمع وبنية أساسية مشتركة لاحتياطات الصرف الأجنبي. ويؤكد هذا الاقتراح إحباط الاقتصادات الناشئة من الاعتماد على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يعتبر أنهما يعكسان مصالح الولاياتالمتحدة والدول الصناعية الأخرى. وأصبح ساحل شرق أفريقيا محط الأنظار بعد اكتشاف كميات ضخمة من الغاز في تنزانيا وموزامبيق المجاورة، في حين حصلت شركة النفط الوطنية الصينية هذا الشهر على 20 في المئة في مشروع ايني موزامبيق البحري البالغة كلفته 4.21 بليون دولار. ولكن على الجانب الأخر من شرق أفريقيا يخاطر ضعف البنية الأساسية وعدم كفاية الإجراءات التنظيمية بتأخير إنتاج النفط والغاز بكميات ضخمة. وبنت الصين طرقاً وسكك حديد ومباني ضخمة في أفريقيا بهدف الوصول إلى النفط والثروات المعدنية مثل النحاس واليورانيوم، ولكن وجودها في أفريقيا أثار قلقاً إلى جانب الامتنان. وأكد محافظ البنك المركزي النيجيري لاميدو سانوسي على ضرورة أن ينتبه الأفارقة إلى حقيقة «قصة حبهم مع الصين». وأشار في مقال في صحيفة «فاينانشال تايمز» هذا الشهر إلى أن «الصين تأخذ سلعنا الأولية وتبيعها لنا مصنعة، وهذا هو جوهر الاستعمار، فأفريقيا تنفتح الآن طواعية أمام شكل جديد من الاستعمار، في حين يجب أن ننظر إلى الصين على حقيقتها، أي كمنافس». وقال أحد رجال الأعمال: «نحتاج إلى شراكة ذكية تستفيد منها كل من تنزانيا والصين، فالآن هم يحصلون على صفقة أفضل منا بكثير».