سيطر الجيش في ميانمار أمس على مدينة ميكتيلا وسط البلاد، حيث فُرضت حال طوارئ بعد ثلاثة أيام على عنف بين بوذيين ومسلمين أودى ب28 شخصاً. وأُرسلت نحو خمسين شاحنة عسكرية إلى المدينة التي تبعد 130 كيلومتراً عن العاصمة نايبيداو، وتمركز عسكريون عند تقاطع طرق وأمام مصارف، في شوارع مدمرة حيث شوهدت جثث متفحمة. ووزعت السلطات مواد غذائية وماءً على آلاف من المسلمين فروا من ميكتيلا التي يقطنها مئة ألف شخص، 30 في المئة منهم مسلمون. وقال قائد في الشرطة المحلية إن «العنف والنهب توقفا فور وصول الجيش» إلى المدينة حيث أُحرِق 152 منزلاً و13 «مبنى دينياً»، كما أوردت صحيفة «نيو لايت أوف ميانمار» الرسمية. وأشار رجل أعمال محلي إلى مقتل 28 شخصاً، في حين تحدثت وسائل إعلام رسمية عن وفاة 11 فقط. ووصل إلى المدينة للمساعدة، سكان وموظفو إغاثة من بلدات أخرى، فيما أعطى بوذيون مواد غذائية وماءً لمسلمين هجروا منازلهم. ولجأ حوالى 6 آلاف مسلم إلى ملعب رياضي، فيما احتمى مئات البوذيين في أديرة ومراكز شرطة. وقال كياو كياو، وهو مسؤول ديني مسلم أمضى طفولته في ميكتيلا، إن رهباناً بوذيين وسكاناً ساعدوه على الهرب، مضيفاً: «لم نتمكن من حمل أي شيء، عندما تركنا منازلنا. اضطُررنا للهرب من اجل النجاة. نحن بشر أيضاً، وعشنا سنوات مع البوذيين. أنا مصدوم». وكان الرئيس ثين سين فرض حال طوارئ في المدينة، فيما شكّلت السلطات لجنة تحقيق لمعرفة أسباب العنف في مدينة معروفة بهدوئها. وقد يؤثر العنف في إصلاحات تنفذها حكومة ثين سين، بعد نصف قرن على حكم عسكري. وكان رئيس ميانمار أمر السنة الماضية بفرض حال طوارئ في ولاية راخين غرب البلاد، حيث أسفرت مواجهات بين بوذيين ومسلمين من أقلية الروهينجيا عن مقتل 180 شخصاً ونزوح 120 ألفاً. ويشكّل المسلمون رسمياً 4 في المئة من 60 مليوناً في ميانمار التي ترفض الاعتراف بالروهينجيا بوصفهم أقلية، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش. إلى ذلك، أعلنت تايلاند مقتل 42 شخصاً، معظمهم من النساء والمسنين والأطفال، وجرح 200، بحريق اندلع في مخيم للاجئين من مسلمي ميانمار في شمال البلاد.