من المعتقدات المنتشرة، أن رداءة النوم ومشكلاته المتعددة أمر طبيعي يلازم مرحلة الشيخوخة. ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح. فمن المستطاع التمتّع بنوم سليم من دون مشكلات في الأعمار المتقدّمة، مع ملاحظة أن النوم السليم أمر مطلوب في المراحل العمريّة كافة. وفي العام الجاري، اختارت «الرابطة العالمية لطب النوم» World Association for Sleep Medicine (اختصاراً WASM، وعنوان موقعها الالكتروني wasmonline.org)، «النوم لدى كبار العمر» موضوعا رئيسياً ل «اليوم العالمي للنوم»، الذي يحتفى به سنوياً منذ العام 2008 في 15 آذار (مارس)، كي تنشر التوعية باضطرابات النوم لدى كبار العمر، وأهمية تشخيص هذه الاضطرابات وعلاجها، في الفئات العمرية جميعها. أرق الشعر الأبيض! أظهرت دراسات حديثة أن ما يزيد على نصف كبار العمر (فوق 65 عاماً) يعانون صعوبات في النوم، إلا أنها ليست بالضرورة مرتبطة بالتقدّم في العمر، لكنها تنتج من بعض الأمراض العضوية والنفسية المصاحبة لهذه الفترة من الحياة، كأمراض التنفس، والروماتيزم، والقلب، واضطرابات الساعة الحيوية، وبعض الأمراض العصبية وأمراض الحركة وغيرها. وتؤدي هذه الاضطرابات إلى الخمول وزيادة النعاس أثناء النهار، إضافة إلى أنها ترفع نسب الإصابة بمضاعفات عضوية ونفسية متنوعة. ومن أهداف «اليوم العالمي للنوم» لهذه السنة، تشجيع الأطباء والمرضى على مناقشة مشكلات النوم وأعراضها، بهدف محاولة علاجها وتجنّب مضاعفاتها التي تطاول الجهاز الدوري كاضطرابات الشخير، وانقطاع التنفس أثناء النوم (يصيب قرابة 17% من الأفراد معظهم من الرجال)، والأرق المزمن (يعانيه قرابة 45 % من البالغين)، وظاهرة الساقين غير المستقرّتين (تصيب 10% منهم) وغيرها. وكذلك يهدف هذا اليوم العالمي للتوعية بكلفة اضطرابات النوم، المتصلة أيضاً بالمضاعفات الناتجة من عدم تشخيصها وعلاجها. فمثلاً، تصل تكلفة الأرق ومضاعفاته وعلاجه، إلى قرابة 107 بلايين دولار سنوياً في الولاياتالمتحدة، إذ يعانيه71 ألف أميركي سنوياً، كما يتسبّب بمقتل قرابة 1550 أميركي سنوياً بأثر من حوادث السيارات الناتجة من اضطرابات النوم المختلفة. والأرجح أن المجتمعات العربية لم تتمكن لحد الآن من التوصل إلى آلية اجتماعية - صحيّة - تربوية، تضمن نشر الوعي باضطرابات النوم. كذلك يندر وجود اختصاصيين في طب النوم ومهنيين يعملون في هذا الحقل نفسه أيضاً. ولا تفي مراكز تشخيص اضطرابات النوم وعلاجاتها، بحاجات أعداد متزايدة من المرضى، كما لا يلقى طب النوم حظه الوافي من الاهتمام والدعم من الأطباء والمتخصّصين وصناع القرار والقنوات الإعلامية، على رغم معاناة فئات المجتمع من تلك الاضطرابات، وتأثّرها بمضاعفاتها نفسياً وسلوكياً وعضوياً. استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم