رفض زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلك السعي إلى إقالة الحكومة، وحضَّ رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على عدم مقاطعتها. جاء رفض المطلك بعد «أسبوع دافئ» على صعيد علاقاته مع رئيس الوزراء نوري المالكي، فقد ترددت أنباء عن أنه يستعد وكتلة «الحل» بزعامة جمال الكربولي للعودة إلى الحكومة، ما أدى إلى انقسام حاد بين قادة كتلة «العراقية» التي ينتميان اليها. ووسّع المطلك دائرة اتصالاته مع الفرقاء السياسيين، خصوصاً مع الصدر الذي يتوقع أن يذهب بعيداً في صراعه مع المالكي. المطلك التقى أمس الصدر في بيروت وشدد على «أهمية تعزيز الشراكة»، وقال في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه: «ناقشت مع الصدر أهمية تحقيق الشراكة في الحكم والقضاء على مظاهر التفرد بالسلطة وضرورة إقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء». وأوضح أنه «تمت مناقشة مطالب المتظاهرين المشروعة وضرورة الضغط على الحكومة من اجل تنفيذها وحض البرلمان على الإسراع في تشريع القوانين لتلبية المطالب». وقالت مصادر مطلعة على الاجتماع إن «المطلك عبّر للصدر عن رفضه إقالة الحكومة». وأضافت أن «الجبهة التي يقودها المطلك هي التي اقترحت تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى، والسبب هو خوف المطلك على نفوذه في المناطق السنية في هذا الظرف الذي لا يصب في صالحه». ويبدو أن كتلتي «الحل»، بزعامة الكربولي و «جبهة الحوار الوطني»، قررتا العودة إلى الحكومة، لكنهما تنتظران الوقت المناسب لإعلان ذلك. واتُّخذ القرار بعد سلسلة تفاهمات بين الفريق السياسي التابع للمالكي وبين قادة الكتلتين، وتوجت بعشاء «احتفالي» أقامه المالكي في 17 آذار (مارس) الجاري. العشاء كان في منزل رئيس الحكومة في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وحضره القيادي في جبهة الحوار وزير التربية محمد تميم ، القيادي في كتلة الحل وزير الصناعة احمد الكربولي ، فيما حضره عن ائتلاف المالكي القيادي في حزب الدعوة عبد الحليم الزهيري، الذي يعد أحد صقور الحزب، وتوكل إليه مهمات التفاوض والاتصال مع القيادات السياسية . العامل السياسي الذي يعيق فريقي المطلك والكربولي من العودة إلى الحكومة، وفق مقربين منهما، هو الخشية من أن يشكل قرار العودة إلى حكومة المالكي صدمة كبيرة لجمهور «العراقية». وقال القيادي في «جبهة الحوار» حيدر الملا، إن «كل ما يمكن قوله الآن هو أن عودة وزرائنا إلى الحكومة مرهونة بتلبية المالكي مطالب المتظاهرين، لا سيما ما يتعلق منها بحقوق السجينات». وأكد النائب عن «العراقية» حمزة الكرطاني ل»الحياة»، أن «الوزراء الذين يعودون إلى الحكومة يعتبرون متمردين». ويبدو أن العودة المتوقعة لوزراء المطلك والكربولي أدت إلى حدوث انقسام داخل «القائمة العراقية»، وظهر الخلاف واضحاً بين رئيس البرلمان أسامة النجيفي، الذي يعد أحد أبرز صناع القرار في كتلة علاوي، وبين المطلك. النجيفي وصف جبهة الحوار بأنها «فصيلٌ صغيرٌ لا يمكنه اتخاذ قرار بالعودة إلى الحكومة»، فيما رد المطلك على ذلك بالقول إن الجبهة «قلب القائمة العراقية، وركيزتها الأساسية، وهي التي أسستها».