اعتبر زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد محادثات أجراها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الإليزيه امس، ان «ما حصل في الايام القليلة الماضية وما يحصل في لبنان منذ فترة أمر خطير جداً ويجب ان يكاتف جميع اللبنانيين في ما بينهم وان يفهموا ان لا شيء يمكن ان ينقذ لبنان الا وحدة اللبنانيين انفسهم». وحرص الرئيس هولاند على استقبال الحريري على مدخل القصر (وكذلك عند وداعه) بوجود ثلة من الحرس الجمهوري، والتقط معه الصور أمام الصحافيين، ثم عقد معه اجتماعاً حضره مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الأوروبية المحامي بازيل يارد. وحضر عن الجانب الفرنسي وزير الخارجية لوران فابيوس ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط إيمانويل بون ورئيس هيئة الأركان الخاصة الجنرال بينوا بوغا والمستشار جاك أوديبير. واستمر الاجتماع 45 دقيقة. وأوضح الحريري بعده ان المحادثات تركزت على «الأحداث التي تجري في لبنان وسورية والمنطقة. وكانت المحادثات جيدة جداً خصوصاً ان هناك وضوحاً في وجهة النظر في ما يخص لبنان». وشدد الحريري على «ان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يبقى اولوية بالنسبة الينا قبل اي شيء آخر وهذا ما شرحته للرئيس الفرنسي وشددت عليه خلال الاجتماع». وأشار الى ان البحث تطرق الى «هبة البليون دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية (لدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية) والعمل الجاري لوضعها حيّز التنفيذ، وما نقوم به مع الجيش اللبناني في هذا الخصوص، ونحن مستمرون بالتعاون مع فرنسا لنتمكن من التقدم ازاء ما يحصل في المنطقة». وقال انه «شكر الرئيس هولاند على اهتمامه بالوضع في لبنان ما يؤكد ان عين فرنسا هي دائماً على لبنان وإن شاء الله نبقى على تواصل في أي أمر يتعلق بلبنان». وأكد أن فرنسا «ستسلم أسلحة الى لبنان واعتقد ان هذا الامر سيحصل وسنرى ذلك خلال الايام المقبلة، ولا توجد عراقيل، بالنسبة الى هبة البليون دولار هناك الكثير من الامور انجزناها وسيصار الى الاعلان عنها خلال اسبوع او عشرة أيام، وان شاء الله هناك معدات ستبدأ بالوصول الى لبنان بأسرع وقت ممكن». ورداً على سؤال ل «الحياة» عما اذا كان سيمدد للبرلمان اللبناني، قال الحريري: «ليس بودنا أن يتم التمديد بل نود أن يتم انتخاب رئيس جمهورية البارحة قبل اليوم، ولكن موقفي واضح وصريح، فانتخاب رئيس جمهورية الأساس بالنسبة الى «تيار المستقبل» والى اللبنانيين ايضاً، وأي تفكير غير ذلك هو خطأ في رأينا. نحن ماضون في سياستنا بأن انتخاب رئيس جمهورية يأتي في المرتبة الأولى، وبعد ذلك تحصل الانتخابات البرلمانية». وفي حال أصر الطرف الآخر على اجراء الانتخابات النيابية، قال الحريري: «عندها فليجروا انتخابات من دون تيار المستقبل». وسئل عن ان الضربات ضد تنظيم «داعش» مستمرة في التقدم في العراق وسورية وعما اذا كان هناك وجوب للقيام بأكثر من ذلك، فقال: «يجب القيام بأكثر من ذلك بكثير، أعتقد أن «داعش» تتقدم، والتحالف الغربي يجب أن يكون أكثر تركيزاً لتدمير كل «داعش»، لسنا في حاجة إلى ضربات استراتيجية، بل ضربات موجعة ل»داعش». هذا التطرف الذي نراه في العالم العربي والإسلامي ليس هو الإسلام، هذا التطرف لا يمثلني ولا يمثل بليوناً و400 مليون مسلم في العالم. هؤلاء إرهابيون لا يعرفون ديناً، وعلينا الانتهاء من ذلك. يجب على التحالف أن يضرب بقوة ويهاجم بطريقة منهجية وليس فقط استراتيجية. علينا ألا نبحث فقط عن مصادر التمويل ل «داعش» بل أيضاً لا بد من توجيه ضربات موجعة لهذا التنظيم، بالتعاون سواء مع العراقيين أو مع الجيش السوري الحر». وعن العقد الفرنسي - السعودي في شأن تسليم اسلحة الى لبنان، قال: «تعلمون أن المسألة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا أنجزت، وأعتقد أنها تتقدم في الاتجاه الصحيح، أما مسألة البليون دولار التي أتولى إدارتها أنا شخصياً لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، فإنكم خلال الأسابيع المقبلة سترون نتائجها».