أعلنت الولاياتالمتحدة انها ستعزز دفاعها لمواجهة ضربة صاروخية محتملة من كوريا الشمالية التي هددت قبل اسبوع بشن هجوم نووي «وقائي» ضد عدوتها اللدود. وجاء تهديد بيونغيانغ بعد فرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة عليها، اثر تنفيذها تجربة ذرية ثالثة في شباط (فبراير) الماضي، واحتجاجاً على مناورات اميركية - كورية جنوبية مشتركة. واوضح وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ان 14 صاروخاً اعتراضياً في الاسكا ستنشر بحلول نهاية 2017، الى جانب 30 صاروخاً تتوزع على الولاية ذاتها وسواحل كاليفورنيا. واكد ان التعزيز الدفاعي «يهدف الى البقاء في مستوى متقدم على تهديد كوريا الشمالية التي حققت اخيراً تقدماً في قدراتها، وتنفذ حالياً سلسلة استفزازات متهورة وغير مسؤولة»، علماً ان ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كانت قررت عام 2010 وقف زيادة عدد الصواريخ الاعتراضية التي تشكل ايضاً وسيلة دفاع ضد تهديدات البرنامج الصاروخي الايراني. واول من امس، افادت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية بأن «كوريا الشمالية اطلقت اخيراً صواريخ قصيرة المدى في اتجاه البحر الشرقي (بحر اليابان)، بعد اشراف زعيمها كيم جونغ اون على تمارين اطلاق نار بالذخيرة الحية قرب حدود البحر الأصفر المتنازع عليها مع الجنوب». واشار هاغل الى ان «الولاياتالمتحدة تملك اجهزة دفاعية صاروخية منتشرة لحمايتنا من الهجمات المحدودة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وبرنامجنا للصواريخ الاعتراضية فاعل رغم مواجهتنا مشاكل فنية سابقاً». واكد عزم الولاياتالمتحدة نشر رادار ثانٍ متقدم في اليابان، وانشاء موقع اضافي محتمل لنشر صواريخ اعتراضية ارضية، تدرس العوامل البيئية لاختياره. وقدّرت صحيفة «نيويورك تايمز» كلفة تعزيز منظومة الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة على ساحل المحيط الهادئ ببليون دولار، علماً انها تملك وجوداً عسكرياً كبيراً في المنطقة، حيث تنشر سفناً حربية مجهزة بأسلحة مضادة للصواريخ و28 ألف جندي في كوريا الجنوبية، وحوالى 47 الف جندي في اليابان. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاعلان لا يهدف فقط الى اظهار ردع موثوق للترسانة الكورية الشمالية الصاروخية العابرة للقارات، بل أيضاً لاقناع سيول وطوكيو بأن واشنطن مستعدة لتخصيص موارد لردع بيونغيانغ، وتحذير بكين من ضرورة كبح حليفتها، أو مواجهة توسع الاهتمام الأميركي العسكري بآسيا. وصرح محللون بأن «التدابير الأميركية تؤكد جديتها في مواجهة التهديد الصاروخي لكوريا الشمالية، لكنها قد تؤدي الى تصعيد جديد من الدولة الشيوعية عبر اتخاذ اجراءات مضادة». ولفتوا الى ان التحدي بالنسبة الى كوريا الجنوبية يختلف بسبب قربها من الشمال، «ما يمنعها من اعتراض صواريخ من الشمال لأن عمقها الجغرافي قصير جداً، لذا تركز على تقوية قدرتها على تدمير منشآت اطلاق الصواريخ في الشمال». وبعدما ألغت كوريا الشمالية الاربعاء اتفاق الهدنة الذي انهى الحرب الكورية (1950 - 1953)، محذرة من ان الخطوة التالية ستشمل اجراءات عسكرية «بلا رحمة ضد الاعداء»، دانت أمس زيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونغ هونغ وون لجزيرة يونبيونغ الحدودية الخميس الماضي، محذرة من أنه سيكون «أول هدف تزيله». وكان تشونغ صرح خلال زيارته الجزيرة التي قصفها سلاح المدفعية الكوري الشمالي عام 2010، ان القوات الكورية الجنوبية سترد ب « عشرة أضعاف» على أي استفزاز من بيونغيانغ.